شهدت عدة مناطق في ليبيا خلال يومي الإثنين والثلاثاء تقلبات جوية لافتة تمثّلت في هطول أمطار متفاوتة الشدة ورياح نشطة على الساحل الشرقي، وصولاً إلى انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة في المرتفعات والمناطق الوسطى.
ورغم أن الظروف الجوية لم تصل إلى مستوى العواصف العنيفة، فإن حدّتها في بعض المناطق الساحلية أدت إلى تسجيل أضرار محدودة طالت الممتلكات العامة والبنية التحتية، خصوصاً في مدينة بنغازي وضواحيها.
ووفق تقديرات مراكز الرصد المحلية، بدأت التقلبات الجوية مساء الأحد مع تشكّل سحب ركامية رافقها نشاط مفاجئ للرياح الشمالية الغربية، ما مهّد لهطول أمطار غزيرة على بنغازي والمرج والأبيار خلال ساعات فجر الإثنين.

وفي بعض الأحياء مثل القوارشة والليثي، تجمّعت المياه في الطرقات نتيجة انسداد مصارف المياه، ما عطّل الحركة المرورية لساعات الصباح الأولى. كما أبلغ سكان مناطق بوهديمة وبوعطني عن انقطاع في التيار الكهربائي دام قرابة ساعتين نتيجة أعطال في الشبكة.
تحرك حكومي سريع في بنغازي
وفي السياق ذاته، أعلنت الجهات التنفيذية التابعة لإدارة بنغازي أنها فعّلت خطة طوارئ “مخففة” للتعامل مع تداعيات سوء الأحوال الجوية. وقال مصدر في غرفة الطوارئ البلدية إن الجهات المختصة تلقّت عشرات البلاغات منذ ساعات الصباح الباكر، معظمها يتعلق بانهيار جدران استنادية قديمة وغمر المياه لبعض الشوارع السكنية.
وأكد مصدر رسمي أن فرق الصيانة باشرت أعمالها ميدانياً عبر فتح مصارف مياه الأمطار في عدة شوارع رئيسية، وإرسال فرق من شركة الكهرباء لإعادة التيار إلى المناطق المتضررة، إضافة إلى دعم بعض الأسر التي تسربت المياه إلى منازلها في حيين بالمدينة عبر تزويدهم بمضخّات متنقلة، مشيراً إلى أن “الأضرار كانت محدودة، لكن سرعة التدخل ساهمت في منع تفاقم الوضع”.

ومع مساء اليوم، بدأت السحب الممطرة بالتحرك شرقاً باتجاه الحدود مع مصر، فيما توقعت الأرصاد الجوية عودة الطقس إلى الاستقرار التدريجي خلال اليومين المقبلين، مع بقاء فرصة لهطول أمطار خفيفة ومتفرقة في بعض مناطق الجبل الأخضر.
وأكدت مصادر رسمية أن فرق الطوارئ ستستمر في عملها حتى التأكد من خلوّ الشبكات والخدمات العامة من الأعطال الناتجة عن التقلبات الجوية الأخيرة.

وعلى الرغم من أن ليبيا اعتادت موجات الطقس المتقلبة خلال ديسمبر، فإن الاستجابة السريعة في بنغازي هذه المرة منعت تحول الأمطار إلى أزمة، وأظهرت تحسناً نسبياً في إدارة الطوارئ، في وقت يتداول ناشطون في طرابلس وغيرها من مدن الغرب الليبي شكاوى متكررة حول التأخر في معالجة الأضرار الناجمة عن الأحوال الجوية والترهّل في تعويض المتضررين.
اغتيال صانعة محتوى ليبية في طرابلس
