ليبيا تحتفل بالذكرى الـ85 لتأسيس الجيش بعرض عسكري مهيب في بنغازي بحضور المشير حفتر وعقيلة صالح، مع فعاليات وطنية وعروض عسكرية تعكس الفخر والوحدة، وإطلاق رؤية 2030 لتطوير الجيش.
شهدت مدينة بنغازي، اليوم السبت، احتفالات مهيبة بمناسبة الذكرى الـ85 لتأسيس الجيش الليبي، في حدث عكس الفخر الوطني والالتزام بتعزيز قدرات المؤسسة العسكرية كحصن للأمن والسيادة الوطنية.
أقيمت الاحتفالات بحضور نخبة من القادة العسكريين والسياسيين، في مقدمتهم المشير خليفة حفتر، القائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية، إلى جانب كبار القادة العسكريين وممثلين عن السلطات الشرقية.
وتضمنت الاحتفالات عرضاً عسكرياً ضخماً أقيم في مدينة بنغازي، حيث شاركت وحدات من مختلف أسلحة الجيش الليبي، بما في ذلك القوات البرية والبحرية والجوية.

استعرضت الوحدات العسكرية تشكيلاتها المنظمة، مع عرض للمعدات العسكرية الحديثة، بما في ذلك الدبابات وأنظمة الدفاع الجوي، في إشارة إلى التقدم الذي أحرزته القوات المسلحة في تعزيز قدراتها الدفاعية.
كما شهد الحدث تحليقاً استعراضياً للطائرات المقاتلة والمروحيات، مما أضاف طابعاً احتفالياً مميزاً للمناسبة.
وألقى المشير خليفة حفتر كلمة خلال الحفل، أكد فيها على الدور المحوري للجيش الليبي في حماية السيادة الوطنية ومكافحة الإرهاب والتطرف.
وشدد حفتر على أهمية الانضباط والتدريب المستمر لضمان جاهزية القوات المسلحة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
كما أعلن عن إطلاق “رؤية 2030” لتطوير وتحديث الجيش الليبي، والتي تهدف إلى بناء جيش متقدم وقادر على حماية استقرار ليبيا وسلامتها الإقليمية.
ووصف حفتر الجيش بأنه “صمام الأمان” و”ركيزة الوحدة الوطنية”، مؤكدًا التزامه بحماية إرادة الشعب الليبي وسيادة البلاد.
وإلى جانب المشير حفتر، شارك في الاحتفالات عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، ورئيس حكومة الاستقرار الوطني أسامة حماد، بالإضافة إلى عدد من الدبلوماسيين الأجانب، بما في ذلك نائب وزير الدفاع الروسي يونس بيك يفكوروف، الذي حضر الحدث في إشارة إلى تعزيز العلاقات العسكرية بين ليبيا وروسيا.
كما شهد الحفل حضوراً شعبياً واسعاً، حيث تجمع المواطنون في بنغازي للتعبير عن دعمهم للجيش الليبي وتأكيد وحدتهم الوطنية.
وفي كلمته خلال الحفل، أشاد المستشار عقيلة صالح بالجيش الليبي، واصفاً إياه بـ”المؤسسة الوحيدة القادرة على ردع التهديدات وحماية الأمن الوطني”.
وأكد صالح على أهمية دعم الجيش في بناء مؤسسة عسكرية وطنية موحدة ومهنية. من جانبه، أعلن رئيس حكومة الاستقرار الوطني أسامة حماد عن قرار بتسمية المدينة العسكرية غرب بنغازي باسم “مدينة خليفة حفتر العسكرية”، تقديراً لدوره في قيادة القوات المسلحة.
وأشار حماد إلى أن الاستقرار الأمني الذي حققه الجيش في مناطق شرق وجنوب ليبيا مهد الطريق لإعادة الإعمار والتنمية.
ويُشار إلى أن الجيش الليبي تأسس في 9 أغسطس 1940، عندما أعلنت قوات المقاومة الليبية في مصر عن تشكيله لدعم الحلفاء ضد القوات الإيطالية خلال الحرب العالمية الثانية.
وتم إعادة هيكلة الجيش بعد استقلال ليبيا عام 1951، ليصبح ركيزة أساسية في حماية السيادة الوطنية.
وعلى مر السنين، واجه الجيش الليبي تحديات كبيرة، بما في ذلك الانقسامات السياسية والصراعات الداخلية، لكنه يواصل اليوم جهوده لتوحيد صفوفه تحت راية الدولة.
وجاءت الاحتفالات هذا العام في ظل دعوات متجددة لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، حيث أكد المسؤولون على ضرورة بناء جيش وطني موحد يخدم كل الليبيين بعيداً عن الانقسامات السياسية.

وأشار المشير حفتر إلى أن “الجيش الليبي هو ضمانة الاستقرار والوحدة”، داعياً إلى دعم جهود إعادة البناء والتطوير العسكري.
اختتمت الاحتفالات بعروض ثقافية وفنية تعكس التراث الليبي، حيث شاركت فرق شعبية في تقديم عروض فلكلورية، فيما تجمع المواطنون للاحتفاء بهذا اليوم الوطني الذي يعزز من روح الوحدة والانتماء.
ويبقى الجيش الليبي، كما وصفه المسؤولون، “الدرع الواقي” لليبيا وسيادتها، في وقت تسعى فيه البلاد نحو تحقيق الاستقرار الشامل والتنمية المستدامة.
“الصخرة الليبية” سعد الفلاح يسقط بطل أمريكا الجنوبية بالضربة القاضية (فيديو)
