05 ديسمبر 2025

أكد تقرير حديث صادر عن موقع بيزنس إنسايدر أفريكا، أن ليبيا ما تزال تتصدر قائمة الدول الإفريقية الأرخص في أسعار الوقود، إذ يبلغ سعر لتر البنزين نحو 0.03 دولار أمريكي فقط، وهو الأدنى في القارة، بفضل الدعم الحكومي الواسع ووفرة الإنتاج المحلي من النفط الخام.

وأوضح التقرير أن السياسة الليبية في دعم أسعار المحروقات تهدف إلى تخفيف أعباء المعيشة عن المواطنين، غير أن هذا الدعم يحمّل الخزانة العامة مليارات الدولارات سنويا، ما يحد من قدرة الدولة على توجيه الاستثمارات نحو قطاعات حيوية أخرى كالتعليم والبنية التحتية والطاقة البديلة.

وجاءت الجزائر في المرتبة الثانية على المستوى الإفريقي، حيث يبلغ سعر لتر الوقود نحو 0.34 دولار، تلتها نيجيريا بسعر يقارب 0.47 دولار، رغم إجراءات رفع الدعم الجزئي التي اتخذتها مؤخرا.

أما مصر فجاءت في المركز الرابع بـ 0.52 دولار للّتر، تليها السودان بـ 0.61 دولار، وسط استمرار سياسات الدعم لتقليص أثر التضخم على الأسر ذات الدخل المحدود.

وأشار التقرير إلى أن تراجع قيمة العملات المحلية في عدد من الدول الإفريقية أدى إلى انخفاض نسبي في الأسعار عند احتسابها بالدولار، رغم ارتفاعها بالعملة الوطنية.

كما شملت المراتب التالية دولا مثل أنغولا وتشاد وجنوب السودان وتونس وغانا، حيث تراوحت الأسعار بين 0.63 و0.95 دولار للّتر الواحد.

وعلى الصعيد الدولي، أوضح الموقع أن القارة الإفريقية تبقى الأرخص عالميًا في أسعار الوقود مقارنةً بأوروبا وأميركا الشمالية، حيث يتراوح السعر هناك بين 1.7 و2 دولار أمريكي للّتر الواحد.

ورأى محللو الموقع أن انخفاض أسعار الوقود في إفريقيا يشكّل سلاحًا ذا حدين، إذ يساهم في تخفيف تكاليف النقل والإنتاج وتقليل الضغوط المعيشية، لكنه في الوقت ذاته يُضعف الموازنات العامة ويزيد من هشاشة الاقتصاد في الدول المعتمدة على الدعم، خاصة مع تراجع الإيرادات غير النفطية.

وحذر التقرير من أن استمرار دعم الوقود بهذا الشكل دون إصلاحات اقتصادية تدريجية قد يعرّض الاستقرار المالي في بعض الدول المنتجة للنفط للخطر، داعيا الحكومات إلى إعادة هيكلة أنظمة الدعم بما يوازن بين حماية المواطنين والحفاظ على الاستدامة المالية.

بعد ثلاثة عشر عاماً على تدميرها من قبل “الناتو”: أية آفاق لمستقبل ليبيا؟

اقرأ المزيد