05 ديسمبر 2025

تحتضن الصحراء الكبرى في ليبيا مأساة المهاجرين، حيث تختفي أحلامهم في “البحر الرملي الأعظم”، ويتدفق الآلاف نحو “بوابة أوروبا” رغم المخاطر، بينما تواجه السلطات تحديات كبيرة وسط عقوبات دولية

يُعرف بـ”البحر الرملي الأعظم”، ذلك الفضاء الشاسع الذي يمتد من غرب مصر إلى شرق ليبيا، حيث تتحول الرمال إلى أمواج متحركة بفعل رياح حارقة، وتدفن العواصف الغبارية كل شيء حي في ثوان.

هنا، حيث يموت واحد من كل أربعة مهاجرين، تقف عظام يابسة وشواهد مأساوية تحذر من مصير من يحاول عبور هذه الصحراء القاتلة.

رغم التحذيرات، يتدفق مئات الآلاف من المهاجرين غير النظاميين أسبوعياً من السودان وإريتريا وتشاد والنيجر، عابرين إلى ليبيا التي يعتبرها الكثيرون “بوابة أوروبا”.

يدفعون لمهربي البشر مقابل مقاعد على شاحنات متداعية، كثيرًا ما تتركهم عالقين في الرمال ليواجهوا مصيرهم المحتوم.

تواجه السلطات الليبية هذا التحدي بخيارين صعبين: المرور أم المنع؟ وبدون دعم كاف من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، اختارت الخيار الثاني.

يتركز الجهد العسكري على نقاط الدخول في الجنوب، خاصة المثلث الحدودي مع السودان ومصر، ونقاط الخروج على الساحل المتوسطي.

مرة أو مرتين شهرياً، تدفع أرتال مركبات حرس الحدود إلى عمق الصحراء في مهمات بحث عن أحياء وأموات.

وفي عملية روتينية الأسبوع الماضي، جرى انتشال خمسة جثث لم يتبق منها سوى هياكل عظمية وبقايا ثياب.

ويؤكد الجيش الليبي أن إدارة الأزمة تتطلب طائرات مروحية ومسيرات، لكن العقوبات الدولية تمنع ذلك، حيث أن الحظر المستمر منذ سقوط نظام القذافي عام 2011 يربط الأيدي، رغم الوعود الدولية بدعم ليبيا في بناء مؤسساتها.

في الغرب، تعيش طرابلس تحت سيطرة حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، لكن سلطتها بالكاد تتجاوز العاصمة، في فوضى من الميليشيات وتجار السلاح غير المشروع.

أما في الشرق، فبنغازي تشهد نهضة عمرانية واقتصادية ملحوظة، بطريقاف أفضل من البريطانية ومراكز تسوق تلمع بمتاجر راقية، وتنفذ شركة “إعمار” الإماراتية مشاريع تطوير ضخمة على الواجهة البحرية، بينما تختفي تدريجياً آثار العنف الذي عاشته المدينة.

وتبذل سلطات الشرق جهوداً ملحوظة لمساعدة الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في كبح تدفق المهاجرين.

وشهرياً، يعاد مئات اللاجئين السودانيين الذين كان يمكن أن يبلغوا بريطانيا، حيث تصل نسبة منح اللجوء إلى 99%.

رغم نقص المعدات بسبب العقوبات، تظهر البحرية وخفر السواحل الليبيون عزيمة كبيرة في مكافحة الهجرة غير النظامية.

 

مرصد حقوقي تونسي: الوضع على المعابر الحدودية مع ليبيا يسوده الهدوء

اقرأ المزيد