05 ديسمبر 2025

تواجه حكومة عبد الحميد الدبيبة، المنتهية ولايتها، ضغوطا دولية متزايدة عقب موجة إدانة واسعة أثارتها تقارير تحدثت عن اكتشاف “مقابر جماعية” وممارسات تعذيب داخل مراكز احتجاز المهاجرين، ما أعاد تسليط الضوء على سجل ليبيا المقلق في ملف الهجرة والانتهاكات المرتبطة به.

وخلال جلسات الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان في جنيف، واجه الوفد الليبي سيلا من الانتقادات من دول غربية وإفريقية، اتهمت السلطات الليبية بالتقصير في حماية المهاجرين وتركهم عرضة للعنف والانتهاكات.

وأعربت بريطانيا وإسبانيا والنرويج وسيراليون عن قلق بالغ إزاء ما يرد من تقارير بشأن قتل مهاجرين ودفنهم في مواقع مجهولة، مطالبين بتحقيقات دولية مستقلة وإتاحة الوصول إلى جميع المواقع المرتبطة بهذه المزاعم.

وقالت السفيرة البريطانية، إليانور ساندرز، إن المعلومات حول “وجود مقابر لمهاجرين يحملون آثار طلقات نارية” تستوجب تحركا عاجلا، بينما شدد ممثل النرويج، تورمود إندرسن، على ضرورة وقف الاعتقالات العشوائية التي تستهدف المهاجرين وضمان أمن الفئات الأكثر عرضة للخطر.

أمام هذه الانتقادات، اختار القائم بأعمال وزير الخارجية بحكومة الدبيبة، محمد الطاهر سالم الباعور، الدفاع عن حكومته عبر التأكيد على أن ليبيا “تتحمل عبئا يفوق قدرتها” بسبب تدفق المهاجرين، مبررا القصور بانقسام المؤسسات والتحديات الأمنية، إلا أن غياب أي تعهدات واضحة بالتحقيق في الانتهاكات أو إصلاح نظام الاحتجاز اعتبره مراقبون دليلا إضافيا على ضعف قدرة الحكومة على فرض سلطتها على الأرض، حيث يتحكم في الواقع عدد من المجموعات المسلحة.

وفي تطور يعكس اتساع دائرة الأزمة، أعلنت 13 منظمة إغاثة دولية تعليق تعاونها مع جهاز خفر السواحل الليبي، متهمة عناصره باستخدام القوة المفرطة خلال اعتراض قوارب المهاجرين في المتوسط.

وأوضحت هذه المنظمات أن المهاجرين الذين يتم اعتراضهم يتعرضون لاحقاً لسلسلة من الانتهاكات داخل مراكز الاحتجاز، ما دفعها إلى وقف التعاون “رفضاً لأي مشاركة غير مباشرة في هذه الانتهاكات”.

وبالتزامن مع جلسات جنيف، كشفت منظمات حقوقية عن استمرار الجماعات المسلحة في ممارسة نفوذ واسع دون خوف من المحاسبة، مؤكدة أن هذه المجموعات تُفشل أي محاولات لإصلاح قطاع الهجرة من خلال تدخلها في عمل الجهات القضائية والأمنية، وأشارت إلى أن معالجة أزمة الاحتجاز لن تتحقق إلا بوضع حد لإفلات هذه الجماعات من العقاب.

وفي خضم هذه التطورات الثقيلة، شهد مطار معيتيقة الدولي بطرابلس عملية إنسانية تمثلت في نقل 91 لاجئا سوريا إلى دمشق ضمن برنامج العودة الطوعية الذي تنفذه مفوضية اللاجئين، غير أن ناشطين حذّروا من أن استمرار هذه العمليات يظل رهنا بعدم تدخل وزارة الداخلية الليبية وابتعادها عن فرض عوائق جديدة قد تعطل جهود الإغاثة.

السودان .. مشهد جيوسياسي مضطرب

اقرأ المزيد