16 ديسمبر 2025

آلية اختيار المشاركين في الحوار المهيكل بليبيا أثارت انتقادات حقوقية، بعد تشكيك المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في التزام بعثة الأمم المتحدة بالمعايير المعلنة لاختيار الأسماء المشاركة.

وقال رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، أحمد حمزة، إن المعايير التي تعلنها البعثة الأممية لا تنسجم، بحسب وصفه، مع الواقع الفعلي لتركيبة المشاركين في الحوار، معتبراً أن هناك فجوة واضحة بين ما يُعلن وما يُطبق على الأرض.

وأضاف حمزة أن ضم شخصيات لها ارتباطات سابقة بجماعات مسلحة متطرفة يمثل إخلالاً واضحاً وصريحاً بمعايير الاختيار التي تحدثت عنها البعثة، ويقوض الأسس التي يفترض أن يقوم عليها الحوار، خاصة في المسارات المرتبطة بالمصالحة الوطنية وحقوق الإنسان.

وأوضح رئيس المؤسسة أن مشاركة شخص سبق انتماؤه إلى ما يعرف بـ”مجلس شورى ثوار صرمان”، الذي انخرط في أعمال عنف ونزاعات مسلحة خلال عامي 2014 و 2015، وتورط في انتهاكات لحقوق الإنسان، ضمن مسار المصالحة الوطنية وحقوق الإنسان، يعد خرقاً جسيماً لما تدعيه البعثة من التزام بالنزاهة والموضوعية.

ودعا حمزة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى الالتزام الصارم بمبادئ سيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان، وأخلاقيات المهنة، والشفافية في أداء مهامها، مشدداً على ضرورة إعادة النظر في آلية اختيار المشاركين بما يضمن مصداقية العملية برمتها.

وحذر من أن أي تساهل في تطبيق معايير الاختيار من شأنه أن يقوض الثقة في الحوار المهيكل، ويضع علامات استفهام كبيرة حول جدواه وقدرته على الوصول إلى حلول حقيقية ومستدامة للأزمة الليبية.

وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قد أعلنت في وقت سابق اختتام الجلسات الافتتاحية للحوار المهيكل في العاصمة طرابلس، مؤكدة أن هذا المسار يهدف إلى إعداد توصيات عملية وتوافقية في ملفات الحوكمة والاقتصاد والأمن والمصالحة الوطنية وحقوق الإنسان، ضمن إطار زمني يمتد لعدة أشهر.

وأوضحت البعثة أن اختيار المشاركين في الحوار استند إلى معايير وصفتها بالواضحة والموضوعية، وتشمل توفر الخبرة والمصداقية، وخلو السجل من أي انتهاكات لحقوق الإنسان أو قضايا فساد، أو تورط في خطاب الكراهية أو سلوكيات غير أخلاقية، وهو ما لا تزال جهات حقوقية تشكك في مدى الالتزام به على أرض الواقع.

خوري: الإجراءات الأحادية قد تؤدي إلى تفاقم الانقسامات في ليبيا

اقرأ المزيد