في أول تعليق رسمي له على التظاهرات الواسعة التي اجتاحت ميدان الشهداء وسط العاصمة طرابلس، أشاد رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، بوعي المحتجين، وأكد أن الشعب الليبي “يبعث برسالة واضحة” حول رغبته في التغيير السياسي عبر أدوات سلمية ومدنية.
وفي بيان مقتضب نشره عبر منصة “إكس”، قال المنفي: “نفخر بالمشهد الوطني الحضاري الذي قدمه أبناء شعبنا في العاصمة، عبر العودة لحق التعبير السلمي والمسؤول عن تطلعاتهم”، ويصفه بـ”الوعي الوطني الذي يميز الحراك الشعبي في هذه المرحلة الدقيقة”.
وأضاف المنفي أن “الرهان الحقيقي كان ولا يزال على الاستماع لرأي الشعب بكافة الوسائل لتحقيق التغيير الإيجابي”، مثمناً في الوقت ذاته جهود المؤسسات الأمنية التي قامت بتأمين المظاهرات، مؤكداً أن “صون حق التظاهر السلمي مسؤولية وطنية”.
وتأتي تصريحات المنفي عقب تظاهرات حاشدة شهدتها طرابلس أمس الجمعة، شارك فيها آلاف الليبيين، تعبيرا عن غضبهم من حالة الانسداد السياسي والانفلات الأمني، وسط مطالبات بحل الأجسام السياسية الحالية وتشكيل لجنة أزمة وطنية.
واعتبر المتظاهرون أن الصراع بين حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية والحكومة المكلفة من البرلمان أصبح عقبة أمام الاستقرار، ودعوا المجلس الرئاسي لتحديد موعد نهائي للاستفتاء على مشروع الدستور وتنظيم انتخابات عامة، محددين يوم 25 يوليو 2026 كأقصى مهلة لذلك.
وتزامنت الاحتجاجات مع موجة من التصعيد الأمني، كان أبرزها اشتباكات مسلحة عنيفة اندلعت الأسبوع الماضي في العاصمة، أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين وخلفت أضراراً كبيرة بالممتلكات، مما زاد من حالة الاحتقان الشعبي.
وبحسب مصادر محلية، بدأ نشطاء في بنغازي ومصراتة الدعوة لتنظيم احتجاجات مماثلة الأسبوع المقبل، ما يشير إلى احتمال توسع رقعة الحراك الشعبي، كما أن البعثة الأممية في ليبيا دعت كافة الأطراف إلى احترام حق التظاهر السلمي، مؤكدة أن التعبير عن الرأي يجب أن يُقابل بالحماية لا القمع، وأن المطالب الشعبية يجب أن تؤخذ على محمل الجد في العملية السياسية المقبلة.
اجتماع أممي في بنغازي ينعش الآمال بحل معضلة الانتخابات الليبية
