مصرف ليبيا المركزي أعلن تسجيل عجز في ميزان المدفوعات بقيمة 7.8 مليارات دولار حتى نهاية نوفمبر، مؤكداً مواصلة جهوده لتعزيز الشفافية والإفصاح وتحسين إدارة السيولة والنقد الأجنبي استجابة لمتطلبات الجهات المحلية والدولية.
وأظهرت بيانات المصرف أن الإيرادات النفطية والرسوم الموردة بلغت 20.7 مليار دولار، مقابل استخدامات للنقد الأجنبي وصلت إلى 28.5 مليار دولار، في فجوة تُعزى إلى تراجع العوائد النفطية منذ سبتمبر الماضي.
وأشار المصرف إلى أنه غطّى العجز من عوائد استثماراته في الودائع والسندات والذهب، ما أدى إلى زيادة الأصول الأجنبية بمقدار 2.2 مليار دولار، ليصل إجماليها إلى 99.4 مليار دولار بنهاية نوفمبر، مقارنة بـ 95.5 مليار دولار في نهاية 2024. كما بلغت حصيلة الرسوم المفروضة على مبيعات النقد الأجنبي 21.4 مليار دينار.
وبيّنت البيانات أن الإيرادات العامة حتى نهاية نوفمبر سجلت 115.4 مليار دينار (بسعر صرف 5.5 دنانير للدولار)، تشمل 93.3 مليار دينار من المبيعات النفطية، و 21 مليار دينار من الضرائب، و 146 مليون دينار من الجمارك، و 450 مليون دينار أرباحاً للمصرف المركزي، إضافة إلى 4.3 ملايين دينار كإيرادات أخرى.
وفي المقابل، بلغت المصروفات 107.5 مليارات دينار، منها 61.2 مليار دينار للمرتبات، و 3.8 مليارات دينار للنفقات التسييرية، و 7.2 مليارات دينار لمشروعات التنمية، و 33.3 مليار دينار للدعم.
كما أوضح المصرف أن استخدامات النقد الأجنبي بلغت 28.5 مليار دولار، بينها ستة مليارات دولار للقطاع العام، و 317.6 مليون دولار لمرتبات العاملين في الخارج والمؤسسة الوطنية للنفط وشركة الكهرباء والجهات العامة الأخرى.
وبلغت استخدامات المصارف التجارية 22.5 مليار دولار، موزعة على اعتمادات مستندية بقيمة 14.8 مليار دولار، وحوالات بـ 696 مليون دولار، وأغراض شخصية بـ 7.5 مليارات دولار، إضافة إلى 170 ألف دولار لبطاقات صغار التجار.
وسجلت المصارف التجارية في مختلف المدن الليبية سيولة موزعة بلغت 94 مليار دينار، فيما ارتفعت عمليات المقاصة الإلكترونية بشكل ملحوظ، حيث بلغت الصكوك المقبولة 2, 768, 391 صكاً بقيمة 128.8 مليار دينار عبر 718 فرعاً ومركزاً مصرفياً.
وقال المحلل الاقتصادي محمد الشيباني إن استمرار العجز رغم تغطيته من الاحتياطيات يعكس هشاشة الإيرادات النفطية وضعف تنويع مصادر الدخل، ما يحدّ من قدرة الدولة على مواجهة أي تقلبات في أسعار النفط أو صدمات مالية.
وأضاف أن الوضع يفرض تحديات على السياسات النقدية الحالية، ويزيد من المخاطر على استقرار سوق الصرف، بما يستدعي وضع استراتيجيات لتعزيز الإيرادات وتحسين إدارة النقد الأجنبي وتوسيع القنوات الاستثمارية.
ومن جانبه، رأى المحلل المالي صبري ضوء أن النمو المتسارع في حجم التداول الإلكتروني وعدد البطاقات والمحافظ الرقمية يعكس اتجاهاً متزايداً نحو رقمنة المعاملات المالية في ليبيا، مشيراً إلى أن هذا التحول يسهم في تسريع حركة الأموال وتقليل الاعتماد على النقد المباشر.
وحذر من أن غياب سياسات مالية ونقدية متوازنة قد يفرض ضغوطاً إضافية على المصارف، بما في ذلك صعوبات توفير النقد الأجنبي وتمويل الاعتمادات المستندية، وما قد يترتب على ذلك من آثار على القدرة الشرائية واستقرار الأسواق المحلية.
صدام حفتر يزور بوركينا فاسو لتعزيز التعاون العسكري والأمني
