05 ديسمبر 2025

حذرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا من أن توقف أعمال حفر المقابر الجماعية في مدينة ترهونة منذ نحو عامين يهدد مسار العدالة، ويشوه الأدلة الجنائية الأساسية الخاصة بالحمض النووي، في وقت لا يزال مصير 66 ضحية مجهولا.

وفي بيان أصدرته مساء أمس الأحد، أوضحت البعثة أن هذا الجمود يعطل التحقيقات الجارية في الجرائم التي شهدتها المدينة خلال فترة سيطرة ميليشيا “الكانيات” ما بين عامي 2013 و2020، والتي أسفرت عن اختفاء وخطف وقتل مئات الأشخاص، واكتشاف أكثر من 20 مقبرة جماعية لاحقا.

وجاءت التحذيرات الأممية عقب مائدة مستديرة نظمتها البعثة الأسبوع الماضي لمراجعة التقدم المحرز في ملفات المقابر الجماعية، بمشاركة ممثلين عن المجلس الرئاسي والحكومة والبلدية والنيابة العسكرية ومنظمات حقوقية وأهالي الضحايا.

وشددت رابطة أهالي ضحايا ترهونة، بدعم من عميد البلدية، على ضرورة محاسبة المتورطين ووقف حالة الإفلات من العقاب، لافتة إلى أن بعض المطلوبين فروا خارج البلاد أو انضموا إلى أجهزة أمنية محلية دون محاكمتهم.

وأشارت الرابطة إلى أن بعض المعتقلين المتهمين بجرائم ترهونة تمكنوا مؤخرا من الهروب من السجون، ما أثار غضب الأهالي وزاد من شكوكهم بشأن جدية السلطات في إنفاذ القانون.

وفي السياق، لفت ممثل عن النيابة العسكرية في مسلاتة إلى أن النيابة تنظر في أكثر من 1,200 قضية تتعلق بجرائم قتل واختطاف وتعذيب، لكنها تواجه صعوبات في تنفيذ أوامر الاعتقال بسبب الانقسام السياسي وضعف السلطة التنفيذية.

ومن جانبه، أكد عميد بلدية ترهونة محمد الكاشر أن الخوف من انتقام عناصر “الكانيات” ما يزال يثني العديد من المواطنين عن الإدلاء بشهاداتهم أو التقدم ببلاغات.

وذكرت البعثة بأن المحكمة الجنائية الدولية كانت قد أصدرت في أكتوبر 2024 ست مذكرات توقيف بحق متهمين بجرائم ترهونة، وأُلقي القبض على اثنين منهم فقط حتى الآن دون إحالتهم إلى لاهاي.

وطالب أهالي الضحايا، خلال الاجتماع، بإحالة القضايا إلى المحكمة الدولية، مشيرين إلى أن الظروف السياسية الهشة في ليبيا تجعل القضاء الوطني عاجزا عن تحقيق العدالة الكاملة.

وفي ختام الجلسة، اتفق المشاركون على مقترح بإنشاء غرفة مشتركة للتنسيق بين مختلف الأطراف بإشراف مكتب رئيس الوزراء، بهدف تسريع الجهود الرامية إلى كشف الحقيقة وإنصاف الضحايا.

ليبيا تسعى لإدراج أطباق تقليدية ضمن التراث العالمي (صور)

اقرأ المزيد