06 أكتوبر 2024

كشفت عمليات حفر روتينية لتأسيس وبناء قواعد جسر سيارات جديد في مدينة بنغازي الليبية، عن موقع أثري مهم.

ويتضمن الموقع الأثري قبورا قديمة منحوتة بالصخر، تعود تقديرياً إلى الفترة من 515 ق.م إلى 525 ق.م، وقد كانت تسمى المدينة في ذلك الزمان “يوسبريدس أو هوسبريدس” في منطقة معروفة بـ”السلماني”، حيث حددت منذ عام 1978 من بين أكبر مناطق المدينة التي تخفي تحتها كنوزاً أثرية بارزة يعود جلها لهذه الفترة الزمنية في ليبيا.

وأثار الكشف الأثري جدلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث طالب البعض بوقف مشروع تنفيذ الجسر أو تحويل مساره لحماية الموقع الأثري، فيما رأى الآخرون أن مصلحة بناء الجسر تفوق أهمية حماية بعض القبور القديمة.

ويُعتقد أن الموقع الأثري الجديد يحتوي على مدخلاً لمقبرة وبقايا مدينة “يوسبريدس” القديمة المندثرة، ويضم خمسة قبور متباينة الحجم وسليمة بالكامل، ولكن لا يوجد بها أي بقايا لعظام بشرية أو توابيت أو بقايا أثرية.

وصرح رئيس لجنة الطرق والجسور في لجنة إعمار بنغازي، أمين الأريل، بأنه تم اكتشاف الموقع خلال عمليات حفر قواعد الجسر الجديد، وأن البحث عن المقابر استغرق خمسة أيام كاملة.

وفيما يتعلق بالجدل المثار حول حماية الموقع الأثري، أكد الأريل أن الموقع لا يعيق مشروع الجسر ويمكن حمايته دون الحاجة إلى ردمه، حيث تم تسليمه لمراقبة آثار بنغازي لتحديد مصيره.

وجاء اكتشاف هذا الموقع الأثري في الوقت الذي تواجه فيه المدينة المزيد من التحديات بسبب أعمال التطوير وإعادة الإعمار.

ويُعتبر موقع “المدينة السفلية الأثرية” واحدا من أهم المواقع التي تعود لبدايات تأسيس بنغازي، وهو يواجه التهديد نفسه بسبب أعمال التطوير.

وتظل المخاوف مستمرة بشأن حماية التراث الثقافي في بنغازي، حيث تطالب مراقبة آثار بنغازي بوقف الأعمال التي تهدد المواقع الأثرية، محذرة من خطر التجريف على التراث القومي.

يذكر أن “يوسبريدس”، المدينة الإغريقية القديمة، تعتبر منطقة ثرية بالآثار، وتواجه تحديات مستمرة للحفاظ على تراثها الثقافي والتاريخي في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة في ليبيا.

محلل ليبي يحذر من تورط حكومة الدبيبة في صفقات مع “بلاك ووتر” الأمريكية

اقرأ المزيد