05 ديسمبر 2025

الاشتباكات المسلحة تجددت صباح أول أيام عيد الأضحى في منطقة الدبابشة بمدينة صبراتة غرب ليبيا، بين مجموعات مسلحة تستخدم الأسلحة المتوسطة والثقيلة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

وأكدت مصادر صحفية محلية أن المواجهات اندلعت بعد ساعات فقط من هدوء نسبي أعقب اشتباكات عنيفة شهدتها المدينة يوم الخميس، مشيرة إلى أن الطرق المؤدية إلى وسط صبراتة أُغلقت بالكامل، وسط انتشار كثيف للمسلحين، وتردي الوضع الإنساني في المناطق المحاصرة.

وقد أعلنت جمعية الهلال الأحمر الليبي حالة الطوارئ مجدداً، مطالبة بفتح ممرات إنسانية آمنة لإجلاء الجرحى والعائلات المحاصرة، كما خصصت رقماً للطوارئ للتواصل مع فرق الإغاثة، محذّرة السكان من مغادرة منازلهم حرصاً على سلامتهم.

وبدأت الاشتباكات العنيفة يوم الخميس، واندلعت إثر هجوم شنّته مجموعة مسلحة من مدينة الزاوية على مصيف “ليبرتون” الواقع تحت سيطرة أحمد الدباشي، المعروف بلقب “العمو”، وهو شخصية جدلية ومطلوبة دولياً في ملفات تتعلق بالإرهاب، وتهريب البشر، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وجاء الهجوم على خلفية اتهامات لـ”العمو” بالضلوع في مقتل الشاب محمد الخضراوي، أحد أبناء مدينة الزاوية، الأمر الذي دفع مجموعة من أقارب الضحية ومسلحين محليين إلى الرد بهجوم مباشر على موقع المصيف.

وقد استخدمت في الهجوم أسلحة متوسطة وقذائف صاروخية، ما أدى إلى اندلاع حرائق واحتراق عدد من المباني المحيطة، وتصاعد كثيف لأعمدة الدخان في سماء المدينة.

وسقط خلال هذه المواجهات عدد من القتلى، أبرزهم: عبدالرحمن محمد الدباشي الملقب بـ”القوقل”، وعبدالرزاق اللسايني المعروف بـ”التشتو”، إلى جانب شخص آخر يُلقب بـ”سي سي”.

كما أُصيب عدد من المواطنين، نُقل بعضهم إلى المستشفى الليبي الألماني لتلقي العلاج، بينما فُقد آخرون في خضم الفوضى.

وفي تطور خطير، أفاد شهود عيان بأن عدداً من المهاجرين غير النظاميين فرّوا من مراكز احتجاز طالتها الاشتباكات، فلجأوا إلى الشوارع بحثاً عن الأمان، في مشهد يعكس هشاشة الوضع الأمني والانفلات المتواصل في المدينة.

ويُعد أحمد الدباشي “العمو” أحد أبرز قادة التشكيلات المسلحة في غرب ليبيا، وتشير تقارير أمنية إلى أنه يقود جماعة مسلحة تُعرف باسم “48”، ويهيمن على شبكات تهريب البشر عبر السواحل الليبية، وتقدّر مصادر مطلعة ثروته الشخصية بأكثر من 250 مليون دينار ليبي، جمعها من أنشطة غير قانونية على مدى سنوات.

وفي المقابل، أصدرت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بياناً عاجلاً طالبت فيه السكان بالتزام منازلهم، ودعت إلى تدخل فوري لفتح ممرات إنسانية وتمكين فرق الإسعاف من الوصول إلى المصابين، كما شددت على ضرورة حماية المدنيين ووقف جميع أشكال العنف المسلح.

وأعادت الاشتباكات الدامية في صبراتة إلى الواجهة مجدداً ملف فوضى السلاح في ليبيا، حيث تشير الإحصاءات إلى وجود أكثر من 29 مليون قطعة سلاح خارج إطار الدولة، في ظل استمرار تغوّل الميليشيات المسلحة وسيطرتها على مناطق واسعة، لا سيما في المنطقة الغربية.

وفي تطور لافت، خرجت مظاهرات في طرابلس وعدد من المدن الليبية احتجاجاً على تفشي سطوة الجماعات المسلحة، رافعة شعارات تطالب بتفكيكها، وبناء مؤسسات أمنية موحدة، واستعادة سيادة الدولة الليبية على كامل أراضيها.

المحكمة الجنائية الدولية تقدم إحاطة حول جرائم الحرب في ليبيا

اقرأ المزيد