في رد فعل قوي على الاعتداء الأخير الذي استهدف علم الأمازيغ، أعرب المجلس البلدي لمدينة زوارة عن شجبه الشديد لهذه الأفعال ووصفها بالاستفزازية والخطيرة.
وشهد الحادث، وضع علم الأمازيغ على الطريق وإجبار السيارات على المرور فوقه، ما أثار موجة من الغضب والاستنكار في المدينة.
وفي بيان رسمي، صرح المجلس أن هذا العمل لا يستهدف فقط رمزا وطنيا بل يحاول طمس هوية ثقافية عميقة الجذور، محذرا من مغبة زرع الفتنة والتفرقة بين المواطنين.
وأضاف المجلس أن مثل هذه التصرفات تعبر عن “عقلية عنصرية مقيتة” ولا يمكن التغاضي عنها أو السماح لها بأن تؤثر على النسيج الاجتماعي للمجتمع.
وأكد المجلس على ضرورة اتخاذ إجراءات حازمة ضد الجناة، داعيا الجهات المختصة لمعاقبة مرتكبي الفعل.
كما ناشد المجلس جميع القوى السياسية والمجتمعية من جمعيات ومنظمات مدنية بالوقوف صفا واحدا للدفاع عن القيم المشتركة التي توحد الشعب الليبي.
بالإضافة إلى ذلك، أطلق المجلس مبادرة لرفع العلم الأمازيغي على نطاق واسع في المحلات التجارية، المؤسسات والمنازل بزوارة، في خطوة تهدف للتأكيد على اعتزاز المدينة بتراثها وتعزيز روح الوحدة والاحترام المتبادل بين جميع مكونات المجتمع.
وتأتي هذه الأحداث في ظل توترات سابقة بين الحكومة الليبية والمجتمع الأمازيغي، خاصة فيما يتعلق بإدارة معبر رأس جدير الحدودي مع تونس، حيث شهد المعبر نزاعات متكررة حول السيطرة والإدارة، ما أدى إلى تصاعد التوترات بين الجانبين.
يذكر أن الاعتداءات على الرموز الثقافية الأمازيغية ليست محصورة في ليبيا فقط؛ ففي الجزائر، تم اعتقال 41 شخصا عام 2019 لمجرد حملهم العلم الأمازيغي خلال مظاهرات سلمية، مما أثار انتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان