05 ديسمبر 2025

حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية في ليبيا، نفت ما تردد عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن تقديم عدد من وزرائها ووكلائها استقالاتهم، مؤكدة أن ما يُتداول “لا يعكس الحقيقة”، وأن الوزراء يواصلون أعمالهم بشكل طبيعي.

وأشارت الحكومة، في بيان رسمي، إلى أنها تتابع ما يُنشر عبر بعض الصفحات، موجهة الشكر إلى وزرائها على “صمودهم في ظل ما قد يُمارس من ضغوط في هذا الظرف”، ومشددة على أن القرارات الرسمية تصدر حصرياً عبر القنوات المعتمدة.

ولكن في تطور لافت، أعلن وزير النفط محمد عون، في تسجيل مصوّر تم تداوله على مواقع التواصل، استقالته رسمياً من الحكومة.

وقال في كلمته: “على رئيس الحكومة التنحي وفسح المجال أمام الشعب الليبي ليختار من يمثله في انتخابات نزيهة”، مضيفاً: “حان الوقت لمحاسبة الفاسدين وإظهار الحقيقة، خصوصاً بعد إطلاق النار على المتظاهرين السلميين في طرابلس”.

ووفق تقارير إعلامية محلية، قدم عدد من الوزراء والمسؤولين الآخرين استقالاتهم أيضاً، من بينهم: محمد الحويج (وزير الاقتصاد والتجارة)، بدر الدين التومي (وزير الحكم المحلي)، أبوبكر الغاوي (وزير الإسكان والتعمير)، أحمد أبو هيسة (وزير الصناعة والمعادن)، حليمة البوسيفي (وزيرة العدل)، مبروكة توغي (وزيرة الثقافة)، محمد فرج قنيدي (وكيل وزارة الموارد المائية)، بشير الأمين (وكيل وزارة الداخلية)، رمضان أبو جناح (نائب رئيس الحكومة عن المنطقة الجنوبية).

ورغم النفي الرسمي، ظهر بعض هؤلاء المسؤولين في مقاطع مصورة يعلنون فيها استقالاتهم صراحة.

وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع خروج مظاهرات حاشدة في ساحة الشهداء وسط طرابلس، طالبت بإسقاط حكومة الدبيبة، وحمّلت رئيسها مسؤولية الاشتباكات الدامية التي شهدتها العاصمة منذ الإثنين، ووصل المحتجون إلى مقر ديوان رئاسة الوزراء بطريق السكة، مرددين شعارات تدعو لتنحي الحكومة.

ودعت سفارة الولايات المتحدة في ليبيا، بالتنسيق مع بعثة الأمم المتحدة، إلى ضبط النفس وتجنّب التصعيد، مؤكدة ضرورة حماية المدنيين واحترام وقف إطلاق النار، كما شددت البعثة الأممية على “حق المواطنين في الاحتجاج السلمي”، تزامناً مع دعوات النزول للشارع.

ومن جانبه، علّق رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة على الاحتجاجات، مؤكداً أن “حق التظاهر السلمي هو أحد مكاسب ثورة فبراير”، مضيفاً أن هذا الحق “ظل متاحاً في مناطق غرب ليبيا، ويُمارس ضمن الأطر القانونية”.

وشكر الدبيبة قوات وزارة الداخلية على تأمين التظاهرات، مؤكداً أن “إنهاء المجموعات المسلحة والانحياز الكامل لأجهزة الأمن النظامية هو مطلب شعبي واسع، ويشكل حجر الأساس لبناء دولة القانون”.

كما جدّد الدبيبة في تصريح رسمي تأكيده أن رؤية حكومته لتحقيق الاستقرار في ليبيا تقوم على “إنهاء الأجسام السياسية التي جثمت على السلطة لأكثر من عقد”، في إشارة إلى مجلسي النواب والدولة.

الفساد في حكومة الدبيبة: لماذا لم يُعزل وزير التعليم منذ إدانته؟

اقرأ المزيد