وبحسب الباحث جلال حرشاوي، من معهد الخدمات الملكية المتحدة، قد يشير هذا الاستعراض إلى ترتيبات داخلية بين قادة المجموعات المسلحة في طرابلس للبقاء فيها.
ومع ذلك، أكد حرشاوي أن العلاقة بين “الردع” و”الاستقرار” لا تعد تحالفاً بل مجرد “قدرة على التعايش دون تصعيد”، كما قلّل من المخاوف المتعلقة بتوسيع تلك المجموعات قائلاً إن حجمها لا يتزايد بشكل سريع.
وتتغير خريطة نفوذ التشكيلات المسلحة في طرابلس باستمرار، حيث يرى جمال شلوف، رئيس مؤسسة “السلفيوم” للأبحاث، أن التهديدات المحتملة لنفوذ قادة هذه التشكيلات دفعتهم إلى التوحد مؤقتاً، مع السعي لتجنب المواجهات المسلحة فيما بينهم.
وانتقد شلوف سياسة حكومة عبد الحميد الدبيبة في تعزيز تشكيلات معينة على حساب أخرى، مشيراً إلى أن الحكومة ركزت على دعم مجموعات مثل “الدعم والإسناد الأمني” بقيادة محمد الباروني، و”اللواء 444″ و”اللواء 111″، لضمان السيطرة على العاصمة.
وفي ظل هذا الواقع، يرى المحلل السياسي الليبي محمد محفوظ أن التعايش المؤقت بين هذه التشكيلات المسلحة قد يخدم حكومة الدبيبة من خلال إعطاء انطباع دولي باستقرار طرابلس، لكنه يحذر من أن هذا التعايش قد يكون هشاً، حيث يمكن لأي صفقة مستقبلية بين بعض التشكيلات وأطراف أخرى أن تقلب الأوضاع.
يذكر أن الوضع في طرابلس لا يزال غير مستقر، ويبقى مفتوحاً على سيناريوهات عديدة، خاصة في ظل استمرار وجود حكومتين متنافستين في ليبيا، حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية في طرابلس، وحكومة مكلفة من البرلمان تسيطر على مناطق في الشرق والجنوب.
الحصادي: إعادة إعمار درنة تتقدم بوتيرة متسارعة رغم التحديات السياسية والاقتصادية