05 ديسمبر 2025

في مشهد أعاد إلى الأذهان سنوات الفوضى الأمنية، تحول محيط نادي الأهلي طرابلس، مساء أمس الأربعاء، إلى ساحة إطلاق نار حيّ بعد تدخل عنيف نفّذته عناصر أمنية يُعتقد أنها تابعة لجهاز تابع لحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها.

وأصيب ما لا يقل عن 7 مشجعين بجروح متفاوتة، بينهم حالتان خطيرتان، وفق مصادر طبية بمستشفى شارع الزاوية، ولم تصدر وزارة الداخلية أي بيان رسمي، بينما اكتفى مكتب الإعلام الحكومي بوصف الحادثة بأنها “تحت التحقيق”.

وتداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي فيدوهات، أظهرت أصوات إطلاق نار كثيف، تخللها صراخ واستغاثات، في وقت كانت فيه حشود المشجعين تتجمع أمام مقر النادي عقب نهاية تدريب مغلق للفريق الأول.

وتأتي الواقعة بعد تصريحات مثيرة للجدل صدرت في وقت سابق أمس عن رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، عبد الحميد الدبيبة، خلال لقائه وزير داخليته عماد الطرابلسي، توعد فيها بـ”عدم التهاون مع جماهير تسيء للسلم العام”، في تلميح فسر كضوء أخضر لإجراءات أمنية أكثر حدة ضد مشجعي الأندية الكبرى، وعلى رأسها الأهلي طرابلس.

وتعد هذه ليست الحادثة الوحيدة في اليوم نفسه، إذ شهدت المدينة الرياضية إحراق حافلة نادي الاتحاد في تصعيد مواز، ينذر بمرحلة من الاستقطاب الحاد بين جماهير الفرق الكبرى في طرابلس، تتقاطع فيها الولاءات الرياضية بالاصطفافات السياسية.

ولا تزال الاستجابة الرسمية غائبة، بينما عبر عدد من الإعلاميين والحقوقيين عن قلقهم من “تحوّل الملاعب إلى منصات تصفية حسابات سياسية”، وسط مطالبات بفتح تحقيق عاجل ومستقل، ومحاسبة كل من أصدر أو نفذ أو تستر على هذا الاعتداء.

ونبهت منظمات مدنية محلية إلى خطورة عسكرة الفضاءات الرياضية، واعتبرت أن التعامل الأمني العنيف مع جمهور أعزل لا يمكن فصله عن التوجهات الأخيرة للسلطة التنفيذية التي تواجه انتقادات متزايدة من المدرجات والمجتمع المدني على حد سواء.

وبينما يلتزم النادي الأهلي الصمت الرسمي، تحدثت مصادر من داخله عن “ضغط شديد لمنع إصدار أي بيان”، فيما أشارت أطراف في الاتحاد الليبي لكرة القدم إلى إمكانية عقد اجتماع طارئ لبحث التداعيات.

تعاون يوناني-ليبي لتدريب خفر السواحل ومواجهة الهجرة

اقرأ المزيد