05 ديسمبر 2025

أهالي ضحايا ومفقودي فيضانات درنة في ليبيا طالبوا بالكشف عن عدد الضحايا الحقيقي وتعويض المتضررين بشكل عادل، بعد مرور عامين على الكارثة التي ما زالت آثارها الإنسانية والقانونية مستمرة.

وقال المراجع القزيري، رئيس جمعية شهداء ومفقودي ومتضرري فيضان درنة، في تصريح صحفي، إن “مئات العائلات لا تزال نازحة ولم تتمكن من العودة إلى منازلها”، مشدداً على أن ما قدمته المؤسسات الرسمية “لم يتجاوز وعوداً ببدل إيجار لا يتناسب مع حجم الخسائر”.

وأوضح أن الجمعية لجأت إلى القضاء الليبي لضمان حقوق المتضررين، مع التأكيد على أن اللجوء إلى القضاء الدولي يبقى خياراً مشروعا في حال عدم انصاف الضحايا داخل ليبيا.

ومن جهتها، أكدت المحامية ثريا الطويبي، الممثلة القانونية للجمعية، أن تضارب أرقام المفقودين بين مؤسسات الدولة والهلال الأحمر والأمم المتحدة يعرقل اتخاذ إجراءات قانونية أساسية، مثل تقسيم الميراث وفض التركات، إذ يُعتبر المفقود متوفياً بعد مدة زمنية محددة، لكن غياب إحصاء دقيق حال دون حسم هذه الملفات.

وأضافت الطويبي أن الدولة تتحمل المسؤولية كاملة عن التعويضات، مشيرة إلى أن الكارثة لم تكن “قوة قاهرة” بل ناجمة عن “تقصير في صيانة السدود وعدم اتخاذ إجراءات وقائية رغم التحذيرات المسبقة”.

وكانت مدينة درنة قد شهدت في 11 سبتمبر 2023 انهيار سدي وادي درنة ووادي أبو منصور نتيجة العاصفة “دانيال”، ما أدى إلى سيول جارفة اجتاحت المدينة ودمرت البنية التحتية ومنازل السكان، وأسفرت عن وفاة وفقدان الآلاف، مع دفن كثير من الضحايا بشكل عشوائي، مما صعّب عمليات التوثيق والتعرف على الجثث.

وكان رئيس هيئة البحث عن المفقودين في ليبيا، كمال السيوي، قد أعلن أن إجمالي الجثامين المنتشلة بلغ 3801 جثة، مع استمرار العمل على مطابقة الجثث المجهولة، مؤكداً أنه سيتم الإعلان عن هوية ضحايا إضافيين بعد الانتهاء من إجراءات التحليل الوراثي.

تحركات سياسية متجددة في ليبيا.. هل تنجح في إنهاء الانقسام أم تستمر الأزمة؟

اقرأ المزيد