05 ديسمبر 2025

اتهم رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب الليبي، أسامة حماد، ما يعرف بـ”اللواء 444 قتال” التابع لمنطقة طرابلس العسكرية، بتنفيذ حملة اعتقالات ممنهجة ضد شخصيات اجتماعية من مدينة ترهونة، واصفا هذه الممارسات بأنها “تعسفية وانتقامية” على خلفية مشاركتهم في الملتقى الوطني ببنغازي.

وقال حماد في بيان رسمي صدر مساء أمس الأحد إن حكومته تتابع بقلق بالغ ما وصفه بـ”الانتهاكات الخطيرة التي طالت أبناء ترهونة المشاركين في الملتقى الوطني”، مشيرا إلى أن تلك الاعتقالات شملت شيوخا وأعيانا وأكاديميين ورياضيين، وترافقت مع حالات تغييب قسري وترويع للأسر.

وأوضح حماد أن اللواء 444 يمارس هذه الانتهاكات “خارج أي إطار قانوني”، مؤكداً أن سلوكياته أصبحت “نمطا منظما من الخطف والترويع”.

وهاجم رئيس الحكومة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، منتقدا ما وصفه بـ”صمتها غير المبرر”، معتبرا أن تجاهلها المتكرر لهذه الحوادث يعكس انحيازا واضحا للمجموعات المسلحة و”تواطؤًا غير مباشر” في الجرائم التي ترتكب ضد المدنيين.

وأضاف حماد أن استمرار هذا الصمت يجعل من البعثة “شريكا في معاناة الليبيين”، داعيا إياها إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه حماية السكان.

وطالب حماد النائب العام بفتح تحقيق عاجل وشامل في حوادث الاعتقال والتغييب القسري التي شهدتها ترهونة، ومحاسبة جميع المتورطين فيها، بمن فيهم “الجهات المتسترة أو الداعمة لهذه الانتهاكات”.

كما دعا المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف هذه الممارسات ومحاسبة المسؤولين عنها.

وجاءت تصريحات حماد بعد أيام من لقاء جمع المشير خليفة حفتر بوفد من أعيان وحكماء ترهونة في مدينة بنغازي، بحضور نائب القائد العام صدام حفتر وعدد من المسؤولين، من بينهم حماد نفسه.

وخلال اللقاء، دعا حفتر إلى إطلاق مبادرة وطنية شاملة تقودها القبائل وتنبع من الإرادة الشعبية، مؤكدًا أن “حل الأزمة الليبية يجب أن يكون ليبيا خالصا، بعيدا عن المبادرات الخارجية”.

ومن جانبها، أعلنت بلدية ترهونة في بيان رسمي تعرض عدد من المشاركين في الملتقى الوطني للاعتقال من قبل مجموعات مسلحة “تدعي أنها تحفظ الأمن”، مؤكدة أن بين المعتقلين شيوخا تجاوزت أعمارهم الثمانين عاما وأساتذة جامعات ورياضيين وسفراء سلام من الحركة الكشفية.

ودعت البلدية النائب العام إلى التدخل الفوري والإفراج عن جميع المعتقلين، ووصفت ما حدث بأنه “قضية إنسانية تمس كرامة أبناء المدينة وتستهدف أصوات المصالحة”.

وتأتي هذه التطورات لتزيد من حدة التوتر بين الحكومة المكلفة من مجلس النواب والجهات الأمنية التابعة لطرابلس، في وقت يشهد فيه المشهد الليبي تصاعدا في الانقسامات السياسية وتدهورا في الوضع الحقوقي، وسط دعوات داخلية وخارجية لوقف الانتهاكات وإطلاق مسار وطني للمصالحة الشاملة.

اختفاء الفتيات في الخرطوم.. ظاهرة مقلقة وسط غياب التفسيرات الرسمية

اقرأ المزيد