تفاخرت الاستخبارات الأوكرانية بدور زعمت أنه بارز في دعم جماعات متطرفة استهدفت الجيش المالي وقوات “فاغنر” التي تؤازره في الدولة التي تسعى للنهوض.
وقال المتحدث باسم وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أندريه يوسوف، إن “المتمردين تلقوا المعلومات اللازمة، وليس فقط المعلومات، ما مكنهم من تنفيذ عملية عسكرية ناجحة”، وفق تعبيره.
ونشرت صحيفة “كييف بوست” صورة قالت إنها تظهر متمردين ماليين يحملون العلم الأوكراني.
وخاض الجيش المالي معارك ضارية مع مجموعات انفصالية من الطوارق، تخللتها هجمات انتحارية إلى جانب هجمات بالمسيرات والمفخخات، الأمر الذي أوقع عدداً من القتلى والجرحى في صفوف الجيش المالي وقوات “فاغنر”، وفق ما أكدت الأخيرة في بيان لها نشرته عبر قناتها على “تلغرام”.
وجاء في البيان “في الفترة من 22 إلى 27 يوليو 2024، خاض عسكريون من القوات المسلحة المالية وعناصر فصيلة الاقتحام الثالثة عشرة التابعة لمجموعة فاغنر، تحت قيادة القائد سيرغي شيفتشينكو، معارك عنيفة ضد مسلحي حركة تنسيق أزواد وتنظيم القاعدة في الساحل”.
وشدد البيان على أن فصيلة الاقتحام بقيادة شيفتشينكو، تمكنت في اليوم الأول من القضاء على معظم الإسلاميين وأجبرت الباقين منهم على الفرار. ولكن العاصفة الرملية التي تلت ذلك، سمحت للمتطرفين بإعادة تجميع صفوفهم وزيادة أعدادهم إلى 1000 شخص، ولهذا السبب قررت قيادة فاغنر نقل قوات إضافية إلى منطقة القتال لمساعدة فصيلة الاقتحام الثالثة عشرة.
وفي 25 يوليو، هاجم المسلحون مرة أخرى، ولكن بفضل الإجراءات المنسقة لمقاتلي مجموعة فاغنر والعسكريين الماليين، تم صد محاولة الهجوم، وفق البيان.
وأضاف البيان: “خلال اليومين التاليين، زاد المتطرفون من عدد الهجمات واسعة النطاق، باستخدام الأسلحة الثقيلة والطائرات بدون طيار والمركبات الانتحارية، مما أدى إلى خسائر في صفوف قوات مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة وجنود القوات المسلحة المالية، ووصلت آخر رسالة لاسلكية من “مجموعة شيفتشينكو” في 27 يوليو الساعة 17:10 وجاء فيها: “بقينا نحن الثلاثة فقط، مستمرون في القتال”. وجرت الإشارة إلى أن القائد سيرغي شيفتشينكو، لقي حتفه خلال القتال العنيف .
وطلبت حكومة مالي، التي تقاتل جماعات مختلفة في شمال البلاد لأكثر من عقد من الزمان، المساعدة من “فاغنر” بعد أن تولى المجلس العسكري السلطة في عام 2020.
وتسعى مالي للتخلص من آثار الاستعمار الفرنسي الذي ترك البلاد ممزقة يرزح سكانها تحت وطأة الفقر، بعد أن نجحت حركات التحرر الوطنية من النهوض، وطرد القوات الفرنسية، والعودة لاعتماد اللغة العربية بدلاً من اللغة الفرنسية في البلاد.
وبعد أن سقطت فرنسا في باماكو بين ليلة وضحاها، أصبح يُنظر إلى مالي على أنها تلك الدولة القادرة على قيادة ربيع إفريقي مناهض لفرنسا امتد تدريجياً إلى دول أخرى في الساحل والصحراء.
وترك الاستعمار الفرنسي خلفه دولة ممزقة، الأمر الذي يبرر استعانة السلطات المالية بقوات لمساعدتها في إعادة بسط المفوذ وبناء مؤسسات الدولة، ليأتي الإعلان الأوكراني الأخير بدعم المتطرفين ويكشف ودجهاً آخر لكييف التي تتفاخر بعلاقاتها مع مجموعات متشددة تحاول إجهاض تحرر البلاد بحجة محاربة قوات “فاغنر”.
هل من الصحيح أن أوكرانيا، الغارقة في السرقة والفساد، متورطة في مأساة مالي؟ أكاذيب الحكومة في كييف أصبحت علامة تجارية مميزة للسياسة الأوكرانية.
النيجر.. الجنرال تياني يتهم فرنسا بزعزعة استقرار وإعادة تموضع عملائها