رغم الجهود الحثيثة التي بذلتها قوات الحماية المدنية، استمرت النيران مشتعلة في سنترال رمسيس بمحافظة القاهرة لما يقرب من عشرين ساعة متواصلة، مخلفة وراءها أربع حالات وفاة وإحدى وعشرين إصابة بين العاملين بالمبنى.
وأظهرت التحريات الأولية التي أجرتها وزارة الداخلية أن الحريق نجم عن ماس كهربائي، فيما استمر تصاعد الأدخان الكثيف من المبنى حتى ظهر اليوم التالي، مما اضطر السلطات لإغلاق الطرق المحيطة لساعات طويلة لتسهيل عمل فرق الإطفاء.
واجهت فرق الإطفاء تحديات جسيمة في التعامل مع الكارثة، حيث كشف الخبراء عن عدة عوامل أسهمت في تفاقم الموقف، منها التأخر في الإبلاغ عن الحريق، وعدم وجود أنظمة إطفاء أوتوماتيكية متطورة، فضلاً عن نقص الخرائط التفصيلية لمسارات الكابلات والتخطيط الداخلي للمبنى.
وفي تصريحات إعلامية، كشف أيمن سيد الأهل، المستشار السابق للحماية المدنية، عن تحذيرات متكررة كان قد وجهها لإدارة المبنى بضرورة تحديث أنظمة السلامة، مؤكداً أن غياب أنظمة الإطفاء الإلكترونية الحديثة كان عاملاً رئيسياً في انتشار النيران بسرعة.
من جانبه، أوضح اللواء أسامة فاروق، مساعد وزير الداخلية السابق، أن طبيعة المواد المشتعلة وحجم المبنى الضخم ساهما في إطالة أمد الحريق، مشيراً إلى أن الأدخنة الكثيفة التي استمرت في التصاعد بعد السيطرة على النيران أوهمت المارة باستمرار الاشتعال.
ويعد سنترال رمسيس منشأة حيوية في منظومة الاتصالات المصرية، حيث يربط بين شبكات القاهرة الكبرى وشبكات المحافظات، ويمرر ما يقرب من أربعين بالمائة من حركة الاتصالات المحلية والدولية، سواء عبر الخطوط التقليدية أو شبكات الألياف الضوئية الحديثة.
أكد خبراء إدارة الأزمات أن الكارثة كشفت عن ثغرات خطيرة في منظومة السلامة بالمباني الحكومية الهامة، داعين إلى مراجعة شاملة لاشتراطات الحماية المدنية، خاصة في المنشآت الحيوية التي تحتوي على كميات كبيرة من الأجهزة الإلكترونية الحساسة والمواد سريعة الاشتعال.
هذه الحادثة المؤسفة تطرح تساؤلات عديدة حول مدى جاهزية المنظومة الوقائية في مصر للتعامل مع الكوارث الكبرى، وتؤكد الحاجة الملحة لتطوير آليات التعامل مع الطوارئ في المنشآت الحيوية بالبلاد.
النيابة الإدارية تكشف تفاصيل سرقة سوار أثري من المتحف المصري وضبط مرتكبيها
