الحكومة المكلّفة من مجلس النواب في ليبيا رفعت حالة الاستنفار الصحي في الكفرة جنوب شرق البلاد، مع تصاعد المخاوف من انتقال وباء الكوليرا المتفشي في السودان، خاصة بولايات دارفور الحدودية.
وقال رئيس غرفة الطوارئ بوزارة الصحة في الحكومة المكلّفة، إسماعيل العيضة، في تصريح صحفي، إن الإجراءات جاءت بعد الإعلان عن وفيات مقلقة في السودان تعكس مؤشرات خطيرة لتوسع انتشار المرض، مؤكداً أن الكفرة، بحكم موقعها كأقرب المدن الليبية إلى الحدود، تمثل الوجهة الأولى للاجئين السودانيين، ما يجعلها الأكثر عرضة للخطر.
وأوضح العيضة أن المؤسسات الصحية في الكفرة استجابت لرفع حالة الطوارئ، مشيراً إلى تجهيز قسم عزل بسعة 40 سريراً وقسم طوارئ وإيواء بسعة 120 سريراً، فضلاً عن توفير المحاليل والأمصال والمستلزمات الطبية اللازمة للتعامل مع أي إصابات محتملة.
وأكد أن الخطة الوطنية للطوارئ تركز على تعزيز الرصد والتقصي داخل تجمعات اللاجئين السودانيين، وسط أعباء متزايدة على الأطقم الطبية المحلية، لافتاً إلى مطالبة وزارة الصحة للمنظمات الدولية بتوفير كوادر إضافية لدعم جهود الاستجابة.
وزادت المخاوف الليبية بعد إعلان منظمة الصحة العالمية انتشار الكوليرا في أكثر من 18 ولاية سودانية، وتسجيل مئات الوفيات وآلاف الإصابات، فيما وصفت المنظمة الوضع الصحي هناك بالمرتبط مباشرة بالأزمة الإنسانية الناجمة عن النزاع المسلح والنزوح الواسع وسوء التغذية.
ووفق المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، تجاوز عدد السودانيين الفارين إلى ليبيا منذ اندلاع الحرب في إبريل 2023 أكثر من 313 ألفاً حتى يونيو 2025، مع توقعات بارتفاع العدد إلى أكثر من 650 ألفاً بنهاية العام، بينهم أكثر من 65 ألفاً في الكفرة وحدها، أي ما يفوق عدد سكانها الليبيين.
ومن جهته، حذر الناشط الإغاثي الليبي أنور الزوي من خطورة موجات النزوح الجديدة على المنظومة الصحية الهشة في البلاد، مشيراً إلى ضرورة تكثيف حملات التوعية بشأن طرق انتقال الكوليرا، خاصة عبر مياه الشرب.
وأكد أهمية إنشاء نقاط علاجية معزولة خارج تجمعات اللاجئين القائمة، وتوسيع نطاق العزل لتشمل مناطق أخرى إلى جانب الكفرة، تحسباً لانتشار العدوى.
من إفطار رسمي إلى إطلاق نار: اللقاء الغامض بين وزير داخلية ليبيا و”الفأر” المطلوب للعدالة
