05 ديسمبر 2025

استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة حفتر في العلمين، حيث بحث الجانبان تطورات الأوضاع في ليبيا وأهمية استقرارها، أكد السيسي على دعم مصر لتحقيق الأمن والتنمية في ليبيا وسحب القوات الأجنبية.

استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، في مدينة العلمين الجديدة، في لقاء رسمي بحضور اللواء حسن رشاد، رئيس المخابرات العامة المصرية، والفريق خالد حفتر، رئيس أركان القوات الأمنية، والفريق صدام حفتر، رئيس أركان القوات البرية.

وشهد اللقاء بحث تطورات الأوضاع في ليبيا والعلاقات الثنائية بين البلدين، مع تأكيد مشترك على أهمية استقرار ليبيا كجزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

وفقاً لبيان صادر عن الرئاسة المصرية، أكد الرئيس السيسي خلال اللقاء على “خصوصية العلاقات الأخوية الوثيقة التي تربط مصر وليبيا”، مشدداً على أن “استقرار ليبيا يمثل امتداداً مباشراً للأمن القومي المصري”.

وأضاف: “مصر تبذل أقصى جهودها بالتنسيق مع الأطراف الليبية لدعم الأمن والاستقرار في ليبيا، والحفاظ على وحدتها وسيادتها، واستعادة مسار التنمية فيها”.

كما دعا السيسي إلى “تعزيز التنسيق بين كافة الأطراف الليبية لوضع خارطة طريق سياسية شاملة تمهد الطريق لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل متزامن”، مؤكداً دعم مصر الكامل لكل المبادرات التي تصب في هذا الاتجاه.

وحذر من “مخاطر التدخلات الخارجية في ليبيا”، مشدداً على “ضرورة سحب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية لضمان سيادتها واستقرارها”.

من جانبه، أعرب المشير خليفة حفتر عن “بالغ تقديره للدور المحوري الذي تلعبه مصر في استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا”، مشيداً بـ”الجهود المصرية الدؤوبة في دعم ومساندة الشعب الليبي منذ اندلاع الأزمة، في إطار العلاقات التاريخية التي تجمع الشعبين الشقيقين”.

وأثنى حفتر على “الدور المصري الحيوي في نقل التجربة التنموية المصرية إلى ليبيا”، مشيرًا إلى “أهمية الاستفادة من خبرات الشركات المصرية الرائدة في إعادة إعمار ليبيا”.

وأكد حفتر على “استمرار الجهود الرامية إلى تحقيق تطلعات الشعب الليبي في الاستقرار والازدهار”، مشددًا على أهمية التعاون الاقتصادي بين البلدين.

ويأتي هذا اللقاء في ظل تطورات إقليمية معقدة، حيث سبقته زيارة للواء حسن رشاد إلى بنغازي أواخر ديسمبر 2024، لمناقشة مستجدات الوضع في ليبيا والمنطقة.


كما يتزامن مع جهود مصرية متواصلة لدعم المسار السياسي الليبي، بما في ذلك استضافة القاهرة لاجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة “5+5” واجتماعات المسار الدستوري والاقتصادي، بهدف توحيد المؤسسات الليبية وتعزيز التوافق الوطني.

وتشهد ليبيا حالة من الجمود السياسي والعسكري منذ انهيار الانتخابات العامة المزمع إجراؤها في 2021، وسط مخاوف من عودة متشددين إلى البلاد بعد التغيرات الأخيرة في سوريا.

وأشار محللون إلى أن اللقاء يعكس حرص مصر على تعزيز دورها كراعٍ رئيسي لاستقرار ليبيا، خاصة في ظل التحديات الأمنية والسياسية التي تواجهها المنطقة.

ويرى البعض أن هذه الخطوة تأتي لتأكيد دعم مصر لحفتر كشريك استراتيجي في شرق ليبيا، مع الحرص على دفع العملية السياسية لتجنب تكرار سيناريوهات الانهيار التي شهدتها دول أخرى في المنطقة.

ويبرز لقاء السيسي وحفتر كخطوة دبلوماسية وعملية لتعزيز التعاون بين مصر وليبيا، مع تركيز واضح على دعم الاستقرار والتنمية في ليبيا.

ومع استمرار التحديات الإقليمية والمحلية، تظل مصر لاعباً محورياً في السعي نحو حل سياسي شامل ينهي حالة الانقسام في ليبيا ويعيد الأمل لشعبها في مستقبل مستقر ومزدهر.

لجنة برلمانية تطالب بتحقيق عاجل في خروقات القطاع الصحي بليبيا

اقرأ المزيد