05 ديسمبر 2025

تحقيقات حديثة كشفت عن مادة كيميائية قاتلة يعتقد أنها السبب وراء وفاة أسرة مصرية مكونة من ستة أطفال ووالدهم في ظروف غامضة بقرية دلجا بمحافظة المنيا جنوب البلاد.

وبدأت المأساة يوم الجمعة 11 يوليو بوفاة أول طفل، ثم توالت الوفيات بين الأشقاء، قبل أن تلحق بهم الطفلة السادسة وأخيراً والدهم، الذي ظهرت عليه الأعراض متأخراً في البداية، راجت تكهنات بوجود مرض معدٍ مثل الالتهاب السحائي، لكن تحاليل وزارة الصحة استبعدت أي إصابة وبائية أو فيروسية، ما زاد الغموض المحيط بالحادثة.

وأكد مصدر طبي بوزارة الصحة أن التحاليل التي أُجريت بأمر من النيابة العامة كشفت عن تسمم كيميائي حاد ناتج على الأرجح عن مبيد حشري سام، مبيناً أن الوفيات تتابعت بحسب البنية الجسدية للأطفال وقدرتهم على مقاومة السم، وهي فرضية دعمتها حقيقة أن الأب، الأقوى بنية، توفي بعد الجميع.

وقال الدكتور محمد إسماعيل، أستاذ السموم بكلية طب المنيا، الذي تابع حالتي الطفلتين الأكبر في المستشفى، إن فريقاً طبياً بالتعاون مع مستشفيات عين شمس والإسكندرية توصّل إلى أن السم المحتمل هو مادة “كلورفينبير” (Chlorfenapyr)، وهو مبيد حشري فتاك وحديث الاستخدام، مشيراً إلى أن أعراض التسمم به تشمل الصداع، القيء، الهذيان، تراجع في وظائف الكلى، ثم فشلاً عاماً في الأعضاء.

وأوضح إسماعيل أن المادة لا تتأثر بالغليان أو الطهي، وتظل سميتها فعالة إذا وُضعت في الطعام، مؤكداً أنه لا يوجد ترياق لها عالمياً، كما أنها لا تُكتشف بسهولة في التحاليل التقليدية، مما يفسر صعوبة التشخيص في البداية.

وسلطت هذه الحادثة الدامية الضوء على خطورة المواد الكيميائية المستخدمة منزلياً أو زراعياً دون رقابة كافية، ودعت إلى مراجعة آليات بيع وتخزين المبيدات السامة، وتوعية المواطنين بمخاطرها.

ولا تزال النيابة العامة المصرية تواصل تحقيقاتها لكشف مصدر المادة السامة وكيف وصلت إلى أفراد الأسرة، بينما يسود الحزن والذهول قرية دلجا التي ودّعت سبعة من أبنائها في حادثة غير مسبوقة.

مصر.. مصرع شاب وفتاة على يد والديهما

اقرأ المزيد