26 أبريل 2025

تشهد مدينة الأصابعة الليبية منذ ثلاثة أيام سلسلة حرائق غامضة تثير قلق السكان وتساؤلات السلطات، حيث اندلعت 13 حريقا جديدًا أمس الأحد وحده، التهمت منازل متفرقة في المدينة، لتضاف إلى 27 منولا آخر تضررت خلال يومي الجمعة والسبت، وسط عجز كامل عن تحديد الأسباب.

وبحسب البيان الرسمي الصادر عن هيئة السلامة الوطنية، تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة على الحرائق دون تسجيل خسائر بشرية، لكن الأضرار المادية كانت جسيمة، فيما لا تزال ملابسات هذه الحرائق المتكررة محاطة بالغموض.

وأكدت اللجنة المحلية للأزمة التابعة للمجلس البلدي أن من بين المنازل المتضررة 10 تعرضت للاحتراق للمرة الأولى، في مؤشر يرفع من وتيرة القلق الشعبي إزاء الظاهرة، التي سبق أن شهدتها المدينة خلال شهري فبراير ومارس الماضيين، دون أي نتائج نهائية حول الأسباب.

وعلى المستوى الصحي، صرح مدير مستشفى الأصابعة العام، الدكتور أحمد فاندي، إن المستشفى استقبل 10 حالات اختناق بسبب الدخان خلال الأيام الثلاثة، بينها حالة واحدة حرجة تم نقلها إلى طرابلس لغياب التجهيزات اللازمة محليا.

وطالب بتوفير سيارات إسعاف وأدوية خاصة لحالات الطوارئ التنفسية، مؤكدا الحاجة الماسة لصرف بند دعم فوري للمستشفى لمواكبة الوضع.

وفي محاولة لفهم الظاهرة، أنهى فريق من الخبراء الأوروبيين، وضم متخصصين من مالطا وفنلندا وإستونيا زيارة ميدانية للمدينة، قدّموا في ختامها تقريرًا مفصلًا للجهات الليبية، لكنه لم يخلص إلى تفسير علمي قاطع للحرائق.

وأكد الفريق في بيان أولي أن الفحوصات الميدانية لم تسفر عن مؤشرات تشير إلى سبب واضح، داعيا إلى رفع مستوى الجاهزية الفنية للتعامل مع أزمات مشابهة.

وتثير عودة هذه الحرائق في توقيت متقارب ولأسباب مجهولة الكثير من التكهنات داخل المدينة، وسط مطالبات من الأهالي بتعزيز الحضور الأمني والفني، وإجراء تحقيق وطني شامل يحدد ما إذا كانت هذه الحوادث ناجمة عن عوامل طبيعية، فعل بشري، أو ظواهر أخرى غير معلومة حتى اللحظة.

 

اقرأ المزيد