“لعبة ‘الشو داون’، النسخة المخصصة للمكفوفين من تنس الطاولة، تخطو أولى خطواتها في ليبيا بدعم من جمعيات المكفوفين، وسط دعوات لتوفير الدعم اللازم لضمان نجاحها.”
فتحت لعبة “الشو داون” لأول مرة في ليبيا أبواب المنافسة الرياضية أمام المكفوفين، حيث أصبحت مصدر إلهام وإبداع داخل جمعيات المكفوفين في مختلف المدن الليبية، وخاصة في مدينة بنغازي.
تمثل ولادة هذه اللعبة في بنغازي حدثاً استثنائياً، حيث تُعد رياضة جديدة تستهدف فئة المكفوفين، مما يفرض تحديات تتعلق بتوفير بنية تحتية ملائمة وإدارة فعالة وتمويل كافٍ لضمان نجاحها.
وتحدثت فتحية سالم العمامي، أول مدربة نسائية وحكم ليبي في لعبة “الشو داون”، لصحيفة الأنباء الليبية، ووصفت اللعبة بأنها مثيرة ومحفزة للذهن، وأوضحت أن اللعبة تعتمد على سرعة الإيقاع والصوت الذي تصدره الكرة البلاستيكية المزودة بأجراس لتوجيه انتباه اللاعبين المكفوفين.
وعرّفت العمامي “الشو داون” على أنها نسخة من لعبة تنس الطاولة مخصصة للمكفوفين، حيث يمكن لعبها فردياً أو زوجياً في البطولات الدولية، أو بثلاثة لاعبين في اللقاءات الودية.
وأشارت العمامي إلى أن اللعبة دخلت الرياضة الليبية عام 2024 بعد أن خاض المدرب الدولي “محمد الحراري” تجربة دولية في هذا المجال، حيث تعرف على قوانين اللعبة التي تهدف إلى تطوير مهارات المكفوفين الرياضية.
تعتمد “الشو داون” على طاولة خشبية مقسمة إلى جزأين يفصل بينهما شبكة زجاجية، وتستخدم كرة جرس لتمكين اللاعبين من سماع حركتها أثناء اللعب. كما تتطلب اللعبة مضرباً خاصاً بطول 30 سم، وتُلعب في مكان معزول عن الأصوات الخارجية لضمان تركيز اللاعبين.
تعود أصول لعبة “الشو داون” إلى عام 1977، عندما ابتكرها شابان كنديان مكفوفان، حيث طورا أدوات رياضية تلبي احتياجات المكفوفين، بما في ذلك طاولة خشبية ومضرب خاص ونظارات معززة، وبدأت اللعبة بالانتشار عالمياً في عام 1980، مع تنظيم بطولات دولية للمكفوفين.
تُعتبر جمعية النور للمكفوفين في طرابلس من أبرز الداعمين لهذه اللعبة في ليبيا، حيث اقترح “محمد طاهر الحراري”، المقيم في ألمانيا، إطلاق اللعبة بالتعاون مع الدكتور صالح الحضيري من الجمعية.
أسس الحراري دورة تدريبية عن بُعد لتأهيل حكام “الشو داون” في ليبيا، حيث استهدفت الدورة ثلاثة حكام من مدن مختلفة: الصادق عبدالله من طرابلس، وفتحية سالم العمامي من بنغازي، وعبدالله الشيخي.
اختتمت العمامي حديثها بتوجيه نداء إلى الجهات المعنية والمجتمع الرياضي لدعم هذه اللعبة وتوفير البيئة المناسبة لها في صالات جمعيات المكفوفين، لضمان نجاحها وإسهامها في تطوير الرياضة المكفوفة في ليبيا.