18 ديسمبر 2024

يعيش آلاف السودانيين الذين فروا من النزاع الدامي في ولاية غرب دارفور أوضاعاً مأساوية في مخيمات اللجوء بشرق تشاد، حيث يعانون من الجوع وانتشار الأمراض وجرائم النهب.

وتفاقمت معاناة النساء، لا سيما الأرامل وأولئك المسؤولات عن إعالة عائلاتهن، في ظل غياب الاستجابة الإنسانية الكافية وضعف المساعدات، ما اضطرهن للعمل في مهن شاقة بأجور زهيدة لا تكفي لسد احتياجاتهن.

وفي المخيمات التي تأوي هؤلاء اللاجئين، مثل مخيم ترين، تنتشر الأمراض الخطيرة مثل الملاريا والتهابات العيون وسوء التغذية، مع نقص كبير في الأدوية.

ووصف الطبيب مبارك عز الدين، العامل في المخيم، هذه الأوبئة بأنها تمثل تحدياً كبيراً، مشيراً إلى وفاة أربعة لاجئين بسبب الملاريا خلال شهري يونيو ويوليو 2024 نتيجة العجز عن توفير العلاج.

وأطلقت فاطمة أبكر عثمان، وهي لاجئة وأرملة قُتل زوجها خلال أعمال العنف في الجنينة، نداء استغاثة للمجتمع الدولي للتدخل السريع، محذرة من أن آلاف اللاجئين يواجهون خطر المجاعة بسبب نقص المساعدات الغذائية.

وأكدت فاطمة، التي تعمل بصناعة الطوب بأجر زهيد لإطعام أطفالها، أن المساعدات المقدمة لا تكفي سوى ليومين.

ويعيش الأطفال اليتامى والنساء الأرامل في أوضاع قاسية داخل المخيمات، حيث يعانون من سوء التغذية ونقص الرعاية الصحية، ويقدر عدد الأطفال اليتامى في مخيم أدري وحده بأكثر من 500 طفل، بينما يبلغ عدد الأرامل أكثر من 300 امرأة، وفقاً للناشط يحيى أحمد سبيل.

وأشار سبيل إلى أن الأوضاع النفسية للاجئين تفاقمت بسبب الصدمات الناتجة عن مشاهد العنف، مما أدى إلى فقدان البعض لعقلهم، واضطر ذووهم إلى تقييدهم بالسلاسل لعدم توفر رعاية نفسية.

ومن جهة أخرى، تراجعت كمية المساعدات الغذائية المقدمة للاجئين، حيث قلل برنامج الغذاء العالمي حصة الفرد إلى أقل من النصف، ما زاد من معاناة اللاجئين الذين فروا من مخيم فرشنا بحثاً عن أماكن توفر الغذاء والعلاج.

كما كشف الناشط محمد أبكر عن انتشار الجرائم المنظمة التي تقوم بها عصابات مسلحة تستهدف معسكرات اللاجئين بالنهب والقتل.

وقد أثارت زيارة وزيرة الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، لانا نسيبة، إلى مخيمات شرق تشاد غضب اللاجئين، حيث رفضوا أي مساعدات من أبو ظبي بسبب اتهامات بتورطها في تمويل قوات الدعم السريع.

وعلى الرغم من إنشاء الإمارات مستشفى ميداني في مدينة أبشي لتقديم الخدمات الصحية، إلا أن الناشطين شككوا في استخدامه لعلاج جرحى الدعم السريع، مع عدم استفادة اللاجئين منه.

وتظل الأوضاع في المخيمات مأساوية مع استمرار النزاع في دارفور وتدفق المزيد من اللاجئين، وسط نداءات متكررة للمجتمع الدولي بالتدخل العاجل لتفادي كارثة إنسانية وشيكة.

فيضانات تشاد تودي بحياة 341 شخصاً وتؤثر على مليون ونصف مليون آخرين

اقرأ المزيد