أضحت أساور مصطفى نموذجاً ملهماً للتحدي والإبداع، وهي لاجئة سودانية في ليبيا، دخلت عالم تصليح السيارات، وهو مجال يُعتبر تقليدياً حكراً على الرجال في المجتمع المحافظ.
وغادرت مصطفى (22 عاماً)، السودان في أكتوبر 2023 مع عائلتها، عبرت الصحراء لتصل إلى ليبيا بعد رحلة استغرقت عشرة أيام كانت “الأسوأ على الإطلاق”، كما تصفها.
وواجهت مصطفى، التي تدير ورشة تصليح سيارات متميزة تقدم خدمات خاصة بالنساء في مدينة مصراتة الليبية، صعوبة كبيرة في البداية.
وقالت مصطفى لوكالة “فرانس برس”: “في البداية، كانت التجربة صعبة بعض الشيء، كنت أخشى ارتكاب خطأ والإضرار بسيارات الزبائن، لكن عندما رأيت النتيجة، ارتحت، وأنا الآن متحمسة لها”.
وفي ورشتها، توجد منطقة مخصصة للنساء حيث ترحب أساور بالسائقات، مما يتيح لهن الراحة في التعامل مع النساء بدلاً من الرجال، وقالت فوزية مانيطة، إحدى الزبونات: “من الرائع رؤية النساء يتقدمن في جميع المجالات”، مشيرة إلى أن وجود نساء في مثل هذه الأدوار يعزز الشعور بالراحة لدى النساء اللواتي يقودن سياراتهن.
يذكر أن العمالة النسائية في ليبيا لا تزال محدودة، ولكن نسبة النساء بين السكان العاملين وصلت إلى 37% في عام 2022، وفقاً للبنك الدولي.
ورغم التعليقات السلبية مثل “مكانك في البيت”، استمرت أساور في سعيها، مدعومة بتشجيع شقيقها وصاحب الورشة، عبد السلام شغيب، الذي يدعمها ويأمل في توسيع خدمات الورشة لتشمل المزيد من المجالات مثل هياكل السيارات وتكييف الهواء.
وتُعتبر تجربة أساور مصطفى ملهمة في ظل الظروف التي يعيشها اللاجئون السودانيون في ليبيا، حيث سجلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أكثر من 40 ألف لاجئ سوداني في الكفرة في نهاية يونيو.
ورغم التحديات، تُظهر أساور أن الرغبة والإصرار يمكن أن تتغلب على العقبات الاجتماعية وتفتح آفاقاً جديدة للنساء في مجالات غير تقليدية.
دول مجلس التعاون الخليجي تدعو إلى حل شامل للأزمة السودانية