تشهد المنطقة الساحلية في غرب إفريقيا تحولات سياسية واستراتيجية كبيرة مع إعلان تأسيس كونفدرالية الساحل من قبل بوركينا فاسو والنيجر ومالي.
وجاء هذا التكتل الإقليمي الجديد كنتيجة للصراعات الداخلية والتوترات السياسية، حيث تعلن هذه الدول عن موقف معادي تجاه المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس”.
وتتزايد التكهنات حول انضمام دول أخرى إلى الكونفدرالية، حيث أشارت كل من غينيا الاستوائية وليبيا وموريتانيا وتشاد إلى اهتمامها بالانضمام. وقد أبدى رئيس غينيا الاستوائية، تيودورو أوبيانغ نغويما، دعمه لرؤية الكونفدرالية السيادية، بينما قام قائد القوات البرية في الجيش الوطني الليبي، صدام حفتر، بزيارة إلى بوركينا فاسو، مما يعزز التكهنات بانضمام ليبيا.
ويشير المحلل السياسي الموريتاني، سلطان البان، إلى دور روسيا في تشكيل هذا التحالف، مبيناً أن هذه الدول تربطها علاقات قوية مع روسيا. ومع ذلك، يعتبر البان أن الاعتماد على الانقلابات كاستراتيجية لمواجهة القوى العظمى يعد رهانًا ضعيفًا بالنسبة لروسيا.
من جهة أخرى، حذرت مفوضية “إيكواس” من العزلة السياسية والخسائر الاقتصادية التي قد تواجهها الدول الثلاث جراء انفصالها عن المجموعة. رئيس المفوضية، عمر عليو توراي، أشار إلى أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن وإعاقة جهود إنشاء قوة إقليمية لمكافحة الإرهاب.
وتظل الآفاق المستقبلية لهذا التكتل غامضة، حيث تواجه الدول المؤسسة تحديات كبيرة على المستوى الداخلي والإقليمي، وانضمام دول جديدة قد يعزز موقف الكونفدرالية، لكنه أيضاً قد يفاقم التوترات مع “إيكواس” والقوى الغربية.
تقرير يكشف استيراد أدوية مشبوهة لمرضى السرطان في ليبيا