وثائق رفعت السرية عنها تثير مخاوف وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي أي” من كشف تفاصيل محطاتها في تونس والمغرب ضمن ملف اغتيال جون كينيدي. حذرت الوكالة من أن الكشف قد يعرض عملائها للخطر ويؤدي إلى ردود فعل سلبية.
كشفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن حزمة جديدة من الوثائق السرية المتعلقة بملف اغتيال الرئيس جون كينيدي عام 1963، والتي تضمنت مذكرة صادرة عن نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي أي” عام 1995.
وجاءت المذكرة لتعبر عن معارضة الوكالة لكشف بعض الوثائق المتعلقة بتحقيقات الاغتيال، خشية تعريض عملائها وعملياتها للخطر، خاصة فيما يتعلق بمحطاتها في تونس والمغرب.
وفي المذكرة، حذر ديفيد كوهين، نائب مدير الوكالة للعمليات آنذاك، من أن الكشف عن وجود محطة “سي آي أي” في تونس قد يؤدي إلى ردود فعل سلبية من ليبيا المجاورة.
وأوضح كوهين أن المحطة لا تركز فقط على تونس، بل تعتبر ذات أهمية استراتيجية بسبب مشاركة تونس الحدود مع ليبيا، مما يجعل عملها حساساً للغاية.
وأشارت المذكرة إلى أن الكشف عن وثائق اغتيال كينيدي المتعلقة بالوكالة قد يضع الحكومة التونسية في موقف حرج، مما قد يهدد استمرار عمل المحطة.
وكما أضافت أن الحكومة الليبية قد ترد بغضب على الاعتراف العلني بوجود المحطة، وقد تلجأ إلى أعمال مضايقة أو تخريب أو حتى إرهاب في تونس كتعبير عن غضبها.
وفي حال طلبت الحكومة التونسية إغلاق المحطة، فإن الولايات المتحدة ستخسر قدرتها على جمع المعلومات الاستخباراتية الحيوية حول ليبيا، والتطرف الإسلامي، والاستقرار في شمال إفريقيا.
أما فيما يتعلق بمحطة “سي آي أي” في المغرب، فقد حذر كوهين من أن الكشف عن وجودها قد يخلق مشكلات للحكومة المغربية، خاصة في ظل وجود نسبة كبيرة من الشعب المغربي الذي يوصف بأنه “من الأصوليين الإسلاميين”.
وأوضحت المذكرة أن المغرب يواجه تحديات تتعلق بالأصولية الإسلامية، حيث يعارض الأصوليون الإسلاميون الولايات المتحدة بشكل عام، ووكالة الاستخبارات المركزية بشكل خاص.
وحذرت المذكرة من أن الاعتراف العلني بوجود محطة للوكالة في المغرب قد يؤدي إلى رد فعل سلبي من قبل الأصوليين، الذين قد يطالبون بإغلاق المحطة.
وفي حال حدوث ذلك، ستخسر الولايات المتحدة قدرتها على جمع المعلومات الاستخباراتية حول قضايا حيوية مثل نزاع الصحراء الغربية، والتطرف الإسلامي، والاستقرار في منطقة شمال إفريقيا.
جاء الكشف عن هذه الوثائق كجزء من حزمة أكبر تم الإفراج عنها مؤخراً، والتي تلقي الضوء على جوانب مختلفة من التحقيقات في اغتيال الرئيس كينيدي.
ومع ذلك، فإن المذكرة التي كتبها كوهين تبرز التحديات الأمنية والسياسية التي قد تواجهها الولايات المتحدة في حال كشف المعلومات السرية المتعلقة بعملياتها الاستخباراتية في الخارج، خاصة في مناطق تعتبر حساسة مثل شمال إفريقيا.