كشفت تحقيقات تركية شبكة دولية لغسل أموال ليبية عبر مالطا بقيمة تتجاوز مليار دولار، وبدأت القضية باعتقال ليبي عام 2023، ورصدت تحويلات ضخمة وشركات وهمية، وصادرت تركيا مليار يورو في إسطنبول، مؤكدة أن هذه الشبكة تمثل جزءاً بسيطاً من الأموال المغسولة غير قانونياً في ليبيا.
كشفت مصادر أمنية تركية عن تفاصيل جديدة في قضية تفكيك شبكة مصرفية دولية متورطة في أنشطة غسل الأموال، حيث بدأت الخيوط بالظهور بعد اعتقال مواطن ليبي “بالصدفة” في إسطنبول.
وأدت هذه العملية، التي جرت الشهر الماضي، إلى كشف منظومة مالية سرية تمتد خيوطها إلى ليبيا ودول أوروبية وآسيوية، وبتجاوز قيمة أنشطتها غير المشروعة مليار دولار، وفق ما أفادت مجلة “جون أفريك” الفرنسية.
وترجع بداية التحقيقات إلى مالطا قبل نحو عامين، عندما ظهر اسم الليبي مراد علي الفرجاني (36 عاماً) في تحقيقات الشرطة التركية.
وكان الفرجاني، المولود في طرابلس، يعيش حياة اعتيادية ويسافر بشكل متكرر بين ليبيا ومالطا، قبل أن يقود تتبّع اتصالاته إلى كشف شبكة لغسل الأموال والتهرب الضريبي تُقدَّر قيمتها بنحو 20 مليون يورو.
بموجب مذكرة توقيف دولية، أُلقي القبض على الفرجاني في مالطا ووُجهت إليه تهم غسل الأموال والتآمر الجنائي وتقديم بيانات كاذبة للسلطات، ليسجن بعدها في فاليتا.
غير أن التحقيقات كشفت سريعاً أنه ليس سوى حلقة في سلسلة أوسع تضم مواطنين ليبيين آخرين اتخذوا من الجزيرة الأوروبية مركزاً لنشاطهم، حيث كانوا يصلون محملين بمبالغ نقدية كبيرة بذريعة شراء سيارات فاخرة ومجوهرات.
ووفقاً للمفتش المالطي كيث مالان، بدأت هذه الأنشطة عام 2021 وشملت تحويل مبالغ ضخمة إلى تركيا عبر مالطا.
وحدد المحققون أسماء ليبيين آخرين مرتبطين بالقضية، إلى جانب شركات يمثلها عصام محمد الإدرناوي وخالد بايلي وحديدان تامر رمضان علي، بالإضافة إلى شركات واجهة تدير عمليات تحويل وغسل أموال بمشاركة جهات من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإيطاليا واليوروبول.
في المقابل، أثارت الزيارات المتكررة لمسافرين ليبيين إلى تركيا انتباه السلطات التركية، التي اكتشفت وجود شبكة مصرفية سرية واسعة تعمل عبر مالطا وتضم شركات من ليبيا وروسيا وآسيا الوسطى، وقدر المحققون قيمة الأموال التي غسلتها هذه الشركات بنحو 900 مليون دولار.
وتوّجت التحقيقات بعملية أمنية نفذتها الشرطة التركية في منطقة لاليلي باسطنبول، صادرت خلالها 50 مليار ليرة تركية (نحو مليار يورو) مرتبطة بأنشطة غير قانونية، بما فيها غسل أموال ليبية.
وفي ليبيا، حيث أثارت القضية اهتماماً واسعاً، يرى مراقبون أن الشبكة المفككة لا تمثل سوى جزء محدود من الأموال التي يتم غسلها عبر قنوات غير رسمية، في ظل انتشار واسع لأنشطة اقتصادية غير مشروعة تعاني منها البلاد.
السلطات الليبية تفرج عن 53 تونسياً
