05 ديسمبر 2025

كشفت وزارة الصحة في تشاد عن وفاة 68 شخصاً بالكوليرا منذ أواخر يوليو، مع تسجيل 1016 إصابة في مخيم للاجئين، ومن جهة أخرى، توقعت السودان انتشار الأمراض بسبب انهيار منظومتها الصحية، ودعت الجهات الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة.

أعلنت وزارة الصحة في تشاد عن حصيلة مأساوية جديدة لضحايا وباء الكوليرا، حيث بلغ عدد الوفيات 68 شخصاً في شرق البلاد منذ الإعلان عن تفشي الوباء في أواخر يوليو الماضي.

جاء هذا الإعلان على لسان تاج الدين محمد الأمامين، مدير الإعلام في الوزارة، الذي أوضح أن أولى حالات الإصابة تم رصدها في مخيم دوغي للاجئين السودانيين، ليصل إجمالي عدد المصابين حتى الآن إلى 1016 مصاباً، توزعوا بين متعافين، وآخرين لا يزالون يتلقون العلاج في المستشفيات، و68 حالة انتهت بالوفاة.

وربطت تقارير الأمم المتحدة بين هذا التفشي السريع للوباء والتدفق الهائل للاجئين السودانيين الذين فروا من الصراع الدائر في بلادهم إلى المخيمات والبلدات التشادية الواقعة على الحدود مع السودان، حيث يعيش هؤلاء النازحون في ظروف بالغة الصعوبة، تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة من مياه شرب نظيفة ومرافق صحية مناسبة.

في الجانب الآخر من الحدود، كشفت وزارة الصحة السودانية عن تسجيل 1210 إصابة جديدة بالكوليرا، بينها 36 حالة وفاة، خلال أسبوع واحد فقط، وبذلك، يرتفع إجمالي عدد الإصابات منذ بدء الوباء في أغسطس 2024 إلى 102,831 إصابة، و2561 حالة وفاة، وفقاً للبيان الرسمي.

وحذرت الدكتورة نورهان شرارة، الباحثة في الشؤون السياسية والأفريقية، من خطورة انهيار المنظومة الصحية في السودان بشكل شبه كامل، مشيرة إلى أن المستشفيات في ولاية شمال دارفور تعمل بأقل من 20% من طاقتها الأساسية، في ظل نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية.

هذا الانهيار سمح بانتشار واسع النطاق لأمراض مميتة مثل الكوليرا والملاريا والأمراض التنفسية، بالإضافة إلى تفشي أمراض سوء التغذية بين الأطفال بسبب انعدام المياه النظيفة، مما يخلق “كارثة صحية متكاملة” وفق وصفها.

وأشارت شرارة في تصريحات خاصة إلى تفاقم أزمة النزوح الداخلي واللجوء الخارجي بشكل غير مسبوق، حيث اضطر ملايين السودانيين إلى الفرار من مناطق القتال، مما يزيد الضغط الهائل على المجتمعات المضيفة والمخيمات التي تفتقر إلى الماء والغذاء ومرافق الصرف الصحي.

وشددت على “الدور الحاسم للمجتمع الدولي في إنقاذ النازحين واللاجئين، وفتح ممرات إنسانية آمنة بشكل عاجل للسماح بوصول المساعدات دون عوائق”.

ودعت الباحثة إلى زيادة التمويل الدولي لخطة الاستجابة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، التي تعاني من فجوة تمويلية ضخمة، مؤكدة على الحاجة الملحة لتمويل إضافي لتوفير الغذاء والدواء ومياه الشرب، وتعزيز الدعم الصحي عبر إرسال فرق طبية عاجلة لمكافحة الكوليرا، وتقديم اللقاحات والأدوية الأساسية.

وشددت شرارة على أهمية وجود “آليات رقابة دولية محايدة” لضمان وصول المساعدات إلى المدنيين المستحقين ومنع استغلالها من قبل الأطراف المتنازعة.

كما دعت إلى وضع حلول طويلة المدى، مثل دعم الزراعة المحلية، وإعادة بناء المنظومتين الصحية والغذائية بشكل تدريجي.

ولفتت إلى أن النزاع الدائر في السودان منذ أبريل 2023 أدى إلى تفاقم الأزمات الإنسانية المرتبطة بنقص الغذاء، بسبب توقف الزراعة، وتعطل سلاسل الإمداد، واتساع رقعة النزوح، مما جعل ملايين السودانيين يعتمدون على مساعدات محدودة.

وأوضحت أن السودان أصبح من أكبر بؤر الجوع في العالم، مع وصول بعض المناطق إلى حالة المجمة، وفقاً لتقارير أممية.

من جهته، حذر السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الإفريقية، من خطورة تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان بسبب النزاع المسلح، مشيراً إلى أن الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية “لم تحقق الهدف المنشود” في مواجهة تدهور الأوضاع الإنسانية في كثير من المناطق السودانية، مما أسهم في تردي الأحوال المعيشية بشكل غير مسبوق.

وشدد حليمة على أن هذا الوضع المتردي “يفرض ضرورة زيادة المساعدات الإنسانية وتنويعها وإيصالها بكميات كافية”، بالإضافة إلى فتح الممرات الآمنة لمواجهة الأوضاع المعيشية المتدهورة، حيث يُقدر عدد المحتاجين إلى المساعدات بنحو 25 مليون سوداني، معظمهم من الفئات الأكثر ضعفاً مثل الأطفال والنساء وكبار السن.

وأكد أن الجهود المطلوبة تتجاوز الدعم الدولي إلى “الموقف الحاسم المتمثل في وقف إطلاق النار، وتهيئة المناخ لإدخال المساعدات الإنسانية، والشروع في عملية التعافي المبكر”، مشدداً على ضرورة وجود “أفق سياسي يدفع الطرفين المتنازعين إلى وقف الحرب” التي تسببت في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.

تشاد تحتل المرتبة الخامسة عالمياً في استضافة اللاجئين والأولى إفريقياً

اقرأ المزيد