في تصعيد جديد للنزاع المحتدم في إقليم دارفور، أعلنت قوات الدعم السريع السودانية أمس الأحد سيطرتها الكاملة على مخيم “زمزم” للنازحين، الواقع في ولاية شمال دارفور، وذلك عقب هجوم استمر أربعة أيام وأسفر عن مئات القتلى والمصابين، وفقا لمصادر إنسانية وتقارير ميدانية.
وفي بيان رسمي، زعمت قوات الدعم السريع أنها “حررت” المخيم من سيطرة الجيش السوداني وقوات الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام عام 2020، مدعية أن هذه القوات اتخذت من المخيم “ثكنة عسكرية” واستخدمت المدنيين كدروع بشرية.
وأضاف البيان أن القوات نشرت وحدات خاصة “لتأمين المدنيين وتوفير الحماية للعاملين في القطاع الإنساني”.
غير أن الرواية الرسمية قوبلت برفض واسع من منظمات دولية وحقوقية، اتهمت قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات جسيمة واستهداف مدنيين عزّل، بمن فيهم نساء وأطفال ومسنون.
كما نددت الأمم المتحدة بما وصفته بـ”المجزرة”، مؤكدة أن الهجوم أودى بحياة آخر فريق طبي متبق داخل المخيم.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجمات، كما صدرت إدانات رسمية من مصر والسعودية والإمارات وقطر، وسط دعوات لوقف استهداف مناطق المدنيين والامتثال الفوري للقانون الدولي الإنساني.
ومن جهتها، نفت قوات الدعم السريع عبر قناتها على “تلغرام” مسؤوليتها عن الهجمات المصورة التي نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرة إياها “حملات تضليل وتشويه ممنهجة”.
وتزامن التصعيد في “زمزم” و”أبو شوك” مع اشتداد المعارك في مدينة الفاشر، مركز العمليات الإنسانية الرئيسي في دارفور، حيث تدور منذ 10 مايو 2024 اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، في ظل تحذيرات من تداعيات كارثية على السكان المحليين وخطر انزلاق الأوضاع إلى فوضى شاملة.
ويُعد مخيم “زمزم”، إلى جانب مخيم “أبو شوك” المجاور، من أكبر تجمعات النزوح في السودان، إذ يتضمن نحو 700 ألف نازح فروا من المعارك الدائرة منذ اندلاع الحرب في البلاد في أبريل 2023.