الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يترأس في روما القمة الحكومية الخامسة مع إيطاليا بحضور رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، لتعزيز التعاون الثنائي في الأمن والطاقة والهجرة.
وعُقدت القمة في “فيلا دوريا بامفيلي”، بحضور وفدين رفيعي المستوى من الجانبين، وتوجت باتفاقات مهمة أبرزها التفاهم المشترك حول التصدي للإرهاب ومكافحة تمويله، إضافة إلى التنسيق في عمليات البحث والإنقاذ للمهاجرين عبر البحر المتوسط، في ظل ما وصفته إيطاليا بـ”التحديات المشتركة” في منطقة البحر المتوسط.
كما شهدت القمة توقيع عدد من الاتفاقيات والصفقات في مجالات الطاقة والاتصالات والصناعة، من بينها اتفاق ضخم بقيمة تقترب من مليار يورو لإنشاء مصنع لإنتاج الحديد المختزل المباشر (DRI) في الجزائر، بقيادة تحالف دولي يضم شركات كبرى مثل مجموعة “Duferco” وشركة “إيلفا” السابقة، ويُعد المشروع خطوة محورية في خطط إزالة الكربون من صناعة الفولاذ، وكان من المقرر تنفيذه سابقاً في ليبيا، قبل أن تنتقل وجهته إلى الجزائر التي وفّرت بيئة أكثر استقراراً.
وفي سياق موازٍ، وقّعت شركة “Duferco Energia” اتفاقاً لإنشاء منصة لمراكز بيانات في مدينة بريشيا الإيطالية، تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة، بهدف تلبية الطلب الجزائري المتزايد على خدمات الحوسبة السحابية والحلول الرقمية المستدامة.
وأكد الرئيس تبون، خلال لقائه نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، حرص الجزائر على توسيع مجالات التعاون، مشيراً إلى العلاقات التاريخية بين البلدين، فيما شدّد الجانب الإيطالي على أهمية الجزائر كشريك استراتيجي لإيطاليا في إفريقيا، خاصة في قطاع الطاقة.
وتبلغ قيمة التبادل التجاري بين البلدين نحو 14 مليار يورو، فيما تصل الاستثمارات الإيطالية في الجزائر إلى 8.5 مليار دولار، بحسب بيانات رسمية، وتحتل إيطاليا صدارة شركاء الجزائر التجاريين منذ خمس سنوات متتالية، حيث تستحوذ على 26.6% من صادراتها، وأغلبها من الغاز الطبيعي، متقدمة على الصين، إسبانيا، وفرنسا.
كما اجتمع وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف بنظيره الإيطالي أنطونيو تاياني، في لقاء جرى على هامش “منتدى الأعمال الجزائري – الإيطالي”، وناقشا خلاله سبل توسيع التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، بما يعكس متانة العلاقات الثنائية وتطورها المستمر.
وتكتسي هذه الزيارة الرسمية أهمية خاصة في ظل السياق الإقليمي والدولي الراهن، حيث تسعى الجزائر وإيطاليا إلى تعزيز شراكتهما في مواجهة التحديات المشتركة، وبناء علاقات أكثر عمقاً واستقراراً في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.
انطلاق مؤتمر علمي دولي في بنغازي لمكافحة البطالة
