أعاد التعرف على جثة الضابط بجهاز الأمن الداخلي، العميد محمد القمودي، المخاوف من عودة موجة استهداف القيادات الأمنية والعسكرية في ليبيا، بعدما اختطف قبل خمس سنوات وعثر على جثمانه داخل مستشفى الخضراء في طرابلس خلال اشتباكات مسلحة في مايو الماضي.
والحادثة لم تكن معزولة، إذ سبقتها واقعة مقتل الرائد سليمان بالعروق، الضابط بجهاز الأمن الخارجي، في جنزور غرب العاصمة خلال أبريل الماضي، على أيدي مسلحين مجهولين.
كما سقط العميد علي الرياني، ضابط هندسة الصواريخ، قتيلا في عملية سطو مسلح على منزله، في حين ما يزال مصير القيادي الاستخباراتي مصطفى الوحيشي مجهولاً منذ اختطافه أواخر 2024.
ويرى وزير الداخلية الليبي الأسبق عاشور شوايل أن هذه الوقائع تعكس “استهدافا متعمدا لضباط يمتلكون معلومات حساسة”، محذرا من أن “الميليشيات التي تعيش على اقتصاد السلاح تتحكم في مسار السياسة والسلطة”.
وتتباين التفسيرات بشأن هوية الفاعلين بين فرضيات وقوف شبكات تهريب البشر والأسلحة وراء الاغتيالات، أو تورط مجموعات مسلحة تسعى لتوسيع نفوذها عبر التحكم في المعلومات الاستخباراتية.
وأشار تقرير لمعهد “تشاتام هاوس” في وقت سابق إلى أن هذه المجموعات “تستخدم الاغتيالات والترهيب كوسيلة صراع على النفوذ، في إطار حرب خفية على المجال الأمني”.
وفي المقابل، يربط بعض المحللين هذه الحوادث بـ”ملفات شائكة” تعود إلى عهد نظام معمر القذافي، مثل قضية اختفاء الإمام موسى الصدر، أو تفجير لوكيربي، مرجحين أن تكون هناك أطراف خارجية لها مصلحة في إسكات الضباط المرتبطين بتلك الملفات.
ويرى الباحث الليبي فيصل أبو الرايقة أن “الاغتيالات تأتي ضمن استراتيجية مدروسة تنفذها جهات محلية وخارجية عبر تحالفات سرية، بهدف تقويض أي محاولة لبناء مؤسسات الدولة”، بينما يحذر شوايل من أن غياب آليات الردع والقضاء النزيه “يعني أن وتيرة هذه العمليات مرشحة للتصاعد”.
ليبيا.. جدل واسع بعد تعليق جمع التبرعات لغزة
