مسؤولون وسياسيون فرنسيون، بمن فيهم الرئيس إيمانويل ماكرون، يعربون عن قلقهم إزاء اختفاء الكاتب الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال، الذي يُعتقد أنه اعتقل في مطار الجزائر العاصمة بعد وصوله من فرنسا.
وذكرت مجلة “ماريان” الفرنسية أن عائلة صنصال فقدت الاتصال به فور وصوله إلى الجزائر في 16 نوفمبر، مؤكدة أن السلطات اعتقلته “لأسباب مجهولة”.
وأفادت قناة “سي نيوز” بأن أجهزة الدولة الفرنسية تعمل على توضيح ملابسات اختفائه، مشيرة إلى أن ماكرون أكد عبر مصادر مقربة من قصر الإليزيه، أن فرنسا تتابع الوضع بجدية، مشدداً على تمسكه بـ”حرية كاتب ومثقف كبير”.
ودعا رئيس الوزراء السابق إدوارد فيليب السلطات الفرنسية والأوروبية للتحرك لتأمين حرية الكاتب، مشيراً إلى أن صنصال يمثل قيم “العقل والحرية”.
وطالبت مارين لوبان، زعيمة حزب التجمع الوطني، الحكومة الفرنسية بـ”التحرك من أجل الإفراج الفوري عن بوعلام صنصال”، ووجهت التحية لـ”المناضل من أجل الحرية والمعارض الشجاع للإسلاميين”.
ومن جانبه، كتب الكاتب الفرنسي-الجزائري كمال داود المثير للجدل في الجزائر، الحائز مؤخراً على جائزة “غونكور” المرموقة، والذي اتهمته إحدى ضحايا الحرب الأهلية باستغلال قصتها، في صحيفة “لوفيغارو”: “آمل بشدة أن يعود صديقي بوعلام بيننا قريباً جداً”، معبراً عن عدم فهمه لـ”عدم حذر بوعلام بذهابه إلى الجزائر”.
وأعرب المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا عن تضامنه مع صنصال، واصفاً إياه بالـ”مدافع عن القيم العالمية”.
وأثار بوعلام صنصال، البالغ من العمر 75 عاماً، جدلاً واسعاً خلال مسيرته الأدبية والسياسية، لا سيما بزيارته لإسرائيل عام 2012 كضيف شرف في معرضها للكتاب.
كما أثارت روايته “قرية الألماني” (2008) انتقادات واسعة في الجزائر، إذ تناول فيها قصة لضابط نازي زُعم أنه ساهم في دعم الثورة الجزائرية، ما اعتبرته العديد من الأطراف إساءة لتاريخ ثورة التحرير.
يذكر أن اختفاء صنصال يضع العلاقات الجزائرية-الفرنسية أمام اختبار جديد، وسط دعوات متزايدة للإفراج عنه وإيضاح الملابسات المحيطة باعتقاله، في حين تتعالى أصوات داخل فرنسا للمطالبة بتحرك فوري لضمان حريته.
الجزائر تدين بيانا أمريكيا حول حرية الدين في البلاد