05 ديسمبر 2025

شهدت مدينة وهران غربي الجزائر انعقاد اجتماع إفريقي رفيع المستوى خيم عليه تحذير واسع من عودة الانقلابات العسكرية وتنامي نشاط الجماعات الإرهابية في مناطق متفرقة من القارة، خصوصا في منطقة الساحل التي تواجه واحدة من أعقد بؤر عدم الاستقرار في العالم.

وجمع اللقاء وزراء خارجية من دول إفريقية عدة، ومسؤولين في الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، في إطار “مسار وهران” الذي يهدف إلى تنسيق المواقف تجاه قضايا الأمن والسلم وتعزيز الدور الدبلوماسي للقارة في مواجهة الأزمات المتصاعدة.

وخلال الجلسة الافتتاحية، انتقد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف ما وصفه بـ“تراجع الوزن الدبلوماسي الأفريقي” في معالجة الصراعات، معتبرا أن ضعف المبادرات الداخلية فتح الباب أمام تدخلات خارجية عمّقت أزمات السودان وليبيا والساحل.

وأشار إلى أن استمرار الحرب في السودان للعام الثالث وتراجع الاهتمام الدولي بالأزمة الليبية مثالان صارخان على التداعيات الخطيرة لغياب حلول أفريقية شاملة.

وشدد عطاف على أن الأوضاع الراهنة تظهر الحاجة إلى “استعادة زمام المبادرة” من خلال طرح حلول تتسم بالاستدامة والملكية المحلية، محذرا من أن ترك الأزمات دون معالجة يؤدي إلى إعادة إنتاجها بـ“صيغ أكثر حدة”.

ومن جانبه، حذر رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمود علي يوسف من تصاعد الانقلابات خلال السنوات الأخيرة، مؤكدا ضرورة تبني موقف حازم تجاه التغييرات اللادستورية للحكومات.

وأضاف أن عودة الإرهاب في الساحل والقرن الإفريقي وحوض بحيرة تشاد “تفرض على مجلس الأمن تحمل مسؤولياته في مواجهة التهديدات العابرة للحدود”.

كما دعا يوسف إلى الحد من التدخلات الخارجية التي تعقد جهود الحل، مشددا على أن القارة يجب أن تتمسك بمبدأ “الحلول الإفريقية للمشكلات الإفريقية”.

ويأتي الاجتماع ضمن سلسلة لقاءات انطلقت عام 2013 بهدف توحيد الموقف الإفريقي داخل مؤسسات صنع القرار، وعلى رأسها مجلس الأمن.

ويركز المسار على مناقشة تحديات مثل الإرهاب والجريمة المنظمة والانقلابات والأزمات الإقليمية، سعياً إلى بناء مقاربات مشتركة بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.

وتسعى الجزائر، من خلال استضافتها الدورية لهذه الاجتماعات، إلى لعب دور أكبر في استقرار المنطقة، خصوصا مع اشتداد الاضطرابات في مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتنامي نشاط جماعات مسلحة، بينها “الفيلق الإفريقي”، الذي أثار مخاوف جزائرية خلال السنوات الأخيرة.

رئيس المجلس الأعلى للقضاء الليبي يستقبل السفير الجزائري لدى ليبيا

اقرأ المزيد