05 ديسمبر 2025

سجلت مصر قفزة في صادرات دقيق القمح، حيث بلغت قيمتها 450 مليون دولار بزيادة 15% عن العام الماضي، رغم كونها من أكبر مستوردي القمح، وتصاعدت الصادرات نحو الأسواق الإفريقية، مع استمرار التحديات في الاستيراد.

في تطور لافت لقطاع الصناعات الغذائية، استطاعت مصر أن تحقق قفزة نوعية في صادراتها من دقيق القمح خلال العام الماضي، حيث ارتفعت قيمتها إلى 450 مليون دولار بزيادة 15% عن عام 2023.

هذا الإنجاز يأتي في ظل استمرار البلاد كواحدة من أكبر مستوردي القمح عالمياً، مما يبرز تناقضاً ظاهرياً في السياسة الغذائية المصرية.

وتشير البيانات الرسمية إلى تضاعف صادرات الدقيق المصري نحو عشر مرات خلال العقد الماضي، حيث قفزت من 111 ألف طن بقيمة 46 مليون دولار إلى 1.129 مليون طن حالياً.

ويعزو الخبراء هذه الطفرة إلى عدة عوامل، أبرزها تحرير سعر الصرف الذي جعل التصدير أكثر جاذبية للقطاع الخاص، بالإضافة إلى الفرص التي خلقتها القيود التجارية في بعض الدول المنافسة مثل تركيا.

ويتركز الطلب على الدقيق المصري بشكل رئيسي في الأسواق الإفريقية، حيث يستحوذ السودان على ما يقرب من نصف الصادرات بنسبة 47%، تليهما مدغشقر والصومال بنسب 14% و13% على التوالي. كما تتجه كميات أصغر إلى أسواق الشرق الأوسط مثل السعودية وليبيا واليمن وفلسطين.

ورغم هذا النجاح التصديري، تواصل مصر استيراد كميات كبيرة من القمح لتلبية احتياجاتها المحلية التي تتراوح بين 20 إلى 21 مليون طن سنوياً.

وقد شهدت الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري انخفاضاً في الواردات بنسبة 30%، حيث بلغت 5.2 مليون طن مقارنة بـ6.8 مليون طن في الفترة المماثلة من العام الماضي.

ويعتمد التوريد بشكل رئيسي على السوقين الروسي والأوكراني، مع وجود مصادر تكميلية من رومانيا والأرجنتين وأميركا وكندا وفرنسا.

ويواجه القطاع تحديات متعددة، أبرزها نظام المناقصات في الاستيراد الذي يثير تساؤلات حول الشفافية، كما أشار الخبير الاقتصادي مصطفى شاهين.

وتعمل حالياً بعض الجهات التابعة للقوات المسلحة على تنظيم عمليات الاستيراد لضمان أكبر قدر من الكفاءة. ومن ناحية أخرى، يضم القطاع 410 مطحنة بين عامة وخاصة، تساهم في توفير الدعم الحكومي للخبز المدعم مع الحفاظ على فائض للتصدير.

ويؤكد الخبراء أن عمليات التصدير لا تؤثر على استقرار سعر الخبز المحلي، حيث يعتمد الأخير على منظومة الدعم الحكومي. ويبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين تلبية الاحتياجات المحلية وزيادة العائد من التصدير، في ظل موارد محدودة من العملة الصعبة وارتفاع تكلفة الاستيراد.

الدبيبة يشيد بقرار مجلس الأمن بشأن إدارة الأصول الليبية المجمدة

اقرأ المزيد