قطاع التعدين في مصر، سجل طفرة ملحوظة خلال العام المالي 2024/2025، مع ارتفاع إيرادات الذهب والفضة بنسبة 57% لتبلغ نحو 1.5 مليار دولار، مدفوعة بزيادة الإنتاج وارتفاع الأسعار عالميا، بحسب ما أعلنه وزير البترول والثروة المعدنية كريم بدوي، خلال افتتاحه الدورة الرابعة من منتدى مصر للتعدين.
وأوضح بدوي أن إنتاج مصر من الذهب والفضة بلغ نحو 640 ألف أوقية، بزيادة 14% مقارنة بالعام السابق، في حين بلغت عائدات الثروة المعدنية الإجمالية، بما فيها الذهب، نحو 446 مليون دولار، محققة قفزة بنسبة 131%.
وأشار الوزير إلى أن قطاع التعدين نجح في إنتاج 26 مليون طن من الخامات والمنتجات التعدينية، بزيادة سنوية قدرها 39%، إلى جانب تصدير 1.4 مليون طن منها بإجمالي قيمة بلغت 52.5 مليون دولار، دون احتساب صادرات الفوسفات.
وخلال المنتدى، استعرض بدوي مستجدات عمليات التنقيب، لافتا إلى نتائج مشجعة من أعمال الحفر في منطقة وادي العلاقي، التي أجرتها شركة “باريك غولد”، والتي كشفت عن تمعدنات واعدة على نطاق واسع.
وفي منطقة امتياز أبومروات بالصحراء الشرقية، كشفت نتائج الحفر التي أجرتها شركة “أتون ريسورسز” عن تقاطعات معدنية عالية القيمة، شملت تركيزات بلغت 33.86 غراما/طن من الذهب و419 غراما/طن من الفضة، مما يعكس الإمكانات الجيولوجية الاستثنائية للمنطقة الواقعة ضمن الدرع العربي النوبي.
وكشف وزير البترول عن توقيع اتفاقية ترخيص جديدة للبحث عن الذهب والمعادن المصاحبة مع شركة سنتامين المركزية التابعة لشركة أنجلوغولد أشانتي، إضافة إلى توقيع أولي على اتفاق إطاري مع شركة باريك العالمية، وهو ما يُعد مؤشرًا على تصاعد ثقة الشركات الدولية في مناخ الاستثمار التعديني المصري.
كما أعلن بدوي عن إطلاق مشروع استراتيجي يتضمن مسحًا جويًا شاملاً وتحليل صور الأقمار الصناعية لتحديث قاعدة البيانات الجيولوجية والتعدينية، في خطوة تهدف إلى تحديد مناطق واعدة وجذب المزيد من الاستثمارات.
وأكد أن الانتهاء من المرحلتين الأولى والثانية من بوابة مصر للتعدين يعزز الشفافية ويدعم المستثمرين من خلال منصة رقمية تروّج للفرص وتسهّل الوصول إلى البيانات التعدينية.
تأتي هذه التحركات ضمن رؤية الحكومة لتحويل هيئة الثروة المعدنية إلى هيئة اقتصادية مستقلة باسم “هيئة الثروة المعدنية والصناعات التعدينية”، وإعادة هيكلتها بهدف تعظيم القيمة المضافة للقطاع ورفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي إلى ما بين 5 و6%، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.
وتظهر المؤشرات الحالية أن قطاع التعدين في مصر يسير بخطى ثابتة نحو التحول إلى محرك رئيسي للنمو الاقتصادي، مدعومًا بإصلاحات هيكلية، وشراكات استراتيجية، ورؤية واضحة لربط الاكتشافات بفرص التصنيع والتصدير.
تطورات حول أزمة محمد صلاح ومدرب المنتخب المصري
