صادرات مصر من الحديد إلى السوق البرازيلي، سجلت ارتفاعا قياسيا خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025، لتبلغ نحو 63 مليون دولار، بزيادة بلغت 154% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وفقا لما أكده مسؤولون مصريون وخبراء في التجارة الخارجية.
ويعود هذا النمو اللافت إلى إعفاء الحديد المصري من الرسوم الجمركية بالكامل بموجب اتفاقية التجارة الحرة مع دول الميركوسور، والتي دخلت مرحلتها الأخيرة في سبتمبر 2024، مما عزز تنافسية المنتجات المصرية مقارنة بدول مصدرة أخرى كالصين وتركيا.
وبحسب تصريحات رئيس المكتب الإقليمي لغرفة التجارة العربية البرازيلية في القاهرة، مايكل جمال قديس، فإن مصر باتت ثاني أكبر مصدر للحديد إلى البرازيل بعد تراجع حصة الصين، لافتا إلى أن الصادرات مرشحة لتتجاوز حاجز 180 مليون دولار بنهاية 2025، مقارنة بـ102 مليون دولار تم تسجيلها طوال عام 2024.
كما أوضح قديس أن الكمية المصدرة من حديد التسليح المصري خلال الفترة من يناير وحتى يونيو 2025 بلغت 98,410 طن متري، وهو رقم يعكس التوسع الواضح في الحصة السوقية للحديد المصري داخل البرازيل.
وأشار رئيس المجلس التصديري المصري لمواد البناء، وليد جمال الدين، إلى أن الطلب البرازيلي على الحديد المصري يشهد نموا متصاعدا منذ مطلع العام، مضيفا أن السعر التنافسي للمنتج المصري كان حاسما في اختراق هذا السوق الضخم.
وبجانب الحديد، تصدر مصر للبرازيل سلعا متنوعة مثل الزجاج والخضراوات والفواكه، في حين تخطط القاهرة وبرازيليا لإنشاء منطقة لوجستية مشتركة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بهدف إعادة تصدير البضائع البرازيلية إلى الدول العربية والإفريقية، ويتوقع أن تتحول هذه المنصة اللوجستية في مرحلة لاحقة إلى منطقة صناعية برازيلية دائمة داخل مصر.
وتعد السوق البرازيلية واحدة من أكبر مستوردي الحديد في أمريكا اللاتينية، وهو ما يمنح مصر فرصة استراتيجية لترسيخ موقعها كمورد أساسي لهذا السوق.
ووقعت مصر اتفاقية التجارة الحرة مع دول الميركوسور عام 2010، لكنها لم تبدأ بتحرير كامل لواردات الحديد إلا اعتبارا من سبتمبر 2024، وبلغ حجم واردات البرازيل من حديد التسليح عام 2023 أكثر من 1.3 مليون طن، ما يجعل السوق البرازيلي أحد أكبر أسواق الاستيراد عالميا.
الجزائر تستضيف اجتماع الآلية الثلاثية لدعم الحل السياسي في ليبيا
