05 ديسمبر 2025

قرار جامعة البنوك والمؤسسات المالية التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل بالإضراب يومي 3 و 4 نوفمبر المقبل أثار جدلاً واسعاً في الأوساط النقابية والاقتصادية، وسط تحذيرات من شلل تام في الخدمات البنكية خلال تلك الفترة.

ويأتي الإضراب على خلفية مطالبة العاملين في القطاع المالي بزيادة الأجور والمنح بما يتناسب مع تدهور قدرتهم الشرائية، إلى جانب مراجعة الخطط الوظيفية وإشراك الطرف النقابي في القرارات المتعلقة بالقطاع.

وفي تطور لافت، هددت الجامعة العامة على لسان ياسين الطريقي، الكاتب العام للفرع الجامعي للبنوك والمؤسسات المالية بصفاقس، بتنفيذ إضراب ثانٍ في نهاية ديسمبر القادم، خلال أيام 29 و 30 و 31 ديسمبر 2025، في حال عدم الاستجابة للمطالب المطروحة.

ومن المنتظر أن تشهد الخدمات البنكية خلال يومي الإضراب المرتقبين توقفاً شبه تام، بما في ذلك تعطل موزعات السحب الآلي في مختلف أنحاء البلاد، ما قد يؤثر على حركة المعاملات اليومية للأفراد والشركات.

ورغم تحسن الوضع المالي للبنوك التونسية خلال السنوات الأخيرة وتحقيقها أرباحاً مرتفعة وفوائض مالية كبيرة، لا سيما من القروض الاستهلاكية، فإن العاملين يرون أن ذلك لم ينعكس على تحسين أجورهم أو ظروف عملهم.

ومن جهته، اعتبر المجلس البنكي والمالي أن الدعوة إلى الإضراب “غير مبرّرة وغير مقبولة”، مشيراً إلى التزامه بتنفيذ الزيادات في الأجور ضمن أحكام قانون المالية لسنة 2026، وخاصة الفصل 15 منه، والأمر التنفيذي المنتظر صدوره بعد المصادقة على القانون.

وشدّد المجلس، في بيان أصدره الخميس، على أن الإضراب “لا يستند إلى مبررات اجتماعية أو اقتصادية حقيقية، وقد يُلحق ضرراً بالغاً بمصالح الأفراد والشركات والمؤسسات المالية”، في وقت يتطلب “تعزيز روح التضامن والعمل المشترك لتجاوز التحديات الراهنة”.

وأكد المجلس حرصه على تحسين ظروف عمل الموظفين ودعم قدرتهم الشرائية، باعتبار أن رأس المال البشري يمثل ركيزة أساسية لاستدامة القطاع وتطوره.

كما دعا إلى احترام التراتيب القانونية المنظمة للإضرابات، معوّلاً على تفهّم العاملين وحرصهم على حماية مؤسساتهم ومصالح الحرفاء.

الأمم المتحدة تدعو تونس إلى احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان

اقرأ المزيد