تعيش قرية دلهمو التابعة لمحافظة المنوفية شمالي مصر مأساة إنسانية بعد أن غمرتها مياه النيل بشكل شبه كامل، ما أدى إلى تدمير منازل ومزارع، ودفع السكان إلى النزوح بالمراكب في مشهد مؤلم أثار جدلا واسعا حول الأسباب الحقيقية للكارثة.
وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر منازل غارقة وشوارع تحولت إلى بحيرات، فيما يحاول الأهالي إنقاذ ما يمكن إنقاذه من متاعهم والتنقل باستخدام قوارب الصيد الصغيرة داخل القرية التي أصبحت تحت الماء.
وبحسب السلطات المصرية، فإن الأراضي التي غمرتها المياه تقع ضمن نطاق مجرى النهر الطبيعي، المعروف باسم طرح النهر، وقد شهدت خلال السنوات الماضية تعديات عمرانية وزراعية بعد انحسار المياه الموسمي.
ومع ارتفاع منسوب النيل هذا العام، عادت المياه لتغمر هذه المناطق من جديد، في حين يرى البعض أن عمليات تصريف المياه القادمة من أعالي النيل ربما فاقمت الوضع، ما فتح باب التساؤلات حول دور سد النهضة الإثيوبي في تغيّر أنماط التدفق المائي.
وقال أحد سكان القرية في حديث متداول: “حتى لو غمرت المياه الدور الأول بالكامل، لن نغادر، فليس لدينا مكان آخر نذهب إليه”، في تعبير عن واقع مأساوي يعيشه الأهالي العالقون وسط المياه.
ومن جهته، تفقد محافظ المنوفية اللواء إبراهيم أبو ليمون المنطقة المتضررة، وأعلن تقديم مساعدات مالية وعينية عاجلة للأسر المنكوبة، إلى جانب إرسال قافلة طبية متنقلة تعمل على مدار الساعة لتقديم الخدمات الصحية للسكان.
كما أشار المحافظ إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من آثار الفيضان، تشمل إعفاء الأراضي المتضررة من القيمة الإيجارية بالتنسيق مع وزارة الري، ودراسة إمكانية توفير مساكن بديلة مؤقتة للأسر التي فقدت منازلها.
ورغم أن الفيضان الموسمي للنيل ليس جديدا على المنطقة، فإن الأهالي يؤكدون أن الفيضانات هذا العام غير مسبوقة من حيث ارتفاع المنسوب وسرعة التدفق، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تغيّرات بيئية ومائية مرتبطة بمشروع سد النهضة الإثيوبي وتأثيره على توازن النهر التاريخي.
مصر.. حركة حسم تعود إلى الواجهة (فيديو)
