المحكمة الدستورية العليا في مصر تقضي بعدم دستورية تثبيت الإيجار السنوي في الإيجار القديم، داعية البرلمان للتدخل لتعديل القوانين وضمان توازن بين حقوق الملاك والمستأجرين.
روسيا تبدأ تنفيذ منطقتها الصناعية في مصر باستثمارات تصل إلى 7 مليارات دولار
أصدرت المحكمة الدستورية العليا في مصر، يوم السبت الماضي، حكماً تاريخياً بعدم دستورية تثبيت الأجرة السنوية في عقود الإيجار القديمة، ما يشكل تحولاً قانونياً كبيراً في نظام الإيجارات في البلاد.
وأكدت المحكمة أن تثبيت القيمة الإيجارية بشكل دائم يعد انتهاكاً لحقوق الملكية ويشكل عدواناً على العدالة.
وجاء القرار بعد سنوات من الجدل حول قانون الإيجار القديم، الذي كان يضمن أجرة ثابتة للوحدات السكنية دون النظر لتغيرات السوق أو التضخم.
وتضمن حكم المحكمة دعوة واضحة للبرلمان المصري للتدخل بشكل عاجل لتعديل القوانين، بهدف تحقيق توازن عادل بين حقوق الملاك والمستأجرين.
وفي حيثيات الحكم، شددت المحكمة على أن استمرار تثبيت الأجرة يشكل إهداراً لحق الملكية ويحد من قدرة الملاك على الاستفادة من عوائد استثماراتهم، مشيرة إلى أن هذا الوضع لم يعد متوافقاً مع تغير الظروف الاقتصادية في البلاد.
وأكدت المحكمة أن تدخل المشرّع أصبح أمراً ضرورياً لضمان التوازن في العلاقة بين الطرفين، بحيث لا يُستغل المستأجرون في ظل احتياجهم للإقامة، ولا يُحرم الملاك من عوائد استثمار عادلة.
ويأتي هذا الحكم في وقت حساس، بعد دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أكتوبر 2023 لفتح ملف الإيجارات القديمة بشكل جدي، مشيراً إلى أن هناك نحو مليوني وحدة سكنية خاضعة لهذا القانون، مما يحول دون استغلال العقارات بشكل اقتصادي.
وكان السيسي قد طالب بتقديم حلول قانونية شاملة لمعالجة تلك المسألة، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
وتعقيباً على القرار، أعرب عدد من المستأجرين عن قلقهم من احتمال زيادة الإيجارات بشكل مبالغ فيه أو حتى فقدانهم لمساكنهم التي عاشوا فيها لعقود.
وقال محمد فتحي، موظف متقاعد يقيم في حي العجوزة، إن القرار قد يؤدي إلى إخلاء العديد من الوحدات السكنية من المستأجرين الحاليين، مما يسبب حالة من عدم الاستقرار السكني.
من جانبهم، رحب الملاك بالقرار، مؤكدين أن تثبيت الإيجار طيلة هذه السنوات كان يضر بهم اقتصادياً، ويحول دون الاستفادة من الزيادة الطبيعية في قيم العقارات.
بموجب الحكم، ستبدأ عملية تعديل القوانين المتعلقة بالإيجارات القديمة بعد انتهاء دورة الانعقاد الحالية للبرلمان، ما يفتح المجال لمناقشات قانونية ونيابية لضمان تحقيق العدالة بين جميع الأطراف المعنية.
روسيا تبدأ تنفيذ منطقتها الصناعية في مصر باستثمارات تصل إلى 7 مليارات دولار
كشفت تقارير محلية ودولية ومقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي عن تزايد مقلق في ظاهرة استغلال وتجنيد الأطفال داخل المدارس ورياض الأطفال في السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
وتُظهر المقاطع أطفالاً يحملون أسلحة ويرددون شعارات تحريضية، مما يعكس خطورة الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال، ويكشف نمطاً متكرراً من محاولات تجييشهم سياسياً وعسكرياً عبر المدارس والمؤسسات التعليمية.
ووفقاً لتحقيقات ميدانية، تتنوع أساليب الاستغلال بين تلقين الأطفال شعارات ذات طابع سياسي، وتقديم حوافز مادية أو تعليمية لتشجيعهم على الانخراط في النزاع، إضافة إلى استخدام المدارس كمنابر لبث خطابات عدائية أو لتنظيم فعاليات دعائية ذات طابع تحريضي.
ويُعد تجنيد الأطفال أو استخدامهم في النزاعات المسلحة جريمة حرب بموجب القانون الدولي، ويخضع السودان للعديد من المواثيق الدولية التي تحظر هذه الممارسات.
وقد حذّرت منظمات حقوقية من أن تفشي هذه الظاهرة يهدد مستقبل التعليم والأمن الاجتماعي في البلاد.
وأشارت التقارير إلى أن الحرب تسببت في إغلاق عدد كبير من المدارس وحرمان مئات الآلاف من الأطفال من حقهم في التعليم، فيما ارتفعت المخاطر التي يتعرضون لها من تجنيد قسري وقتل وإصابات.
ووصفت المنظمات وضع الأطفال في السودان بأنه “كارثي” ويهدد مستقبل جيل كامل.
كما رصدت وسائل إعلام مقاطع مصورة لأطفال يرددون عبارات تحريضية ضد أطراف سياسية ومدنية، ويظهر أحد المقاطع طفلاً في الرابعة من عمره يحمل سلاحاً ويتحدث عن التوجه إلى الخرطوم للقتال، ما أثار موجة واسعة من الغضب والقلق حول حجم الاستغلال الذي يتعرض له القُصّر.
وحذّر حقوقيون من التعامل مع هذه المقاطع دون تحقق، ودعوا إلى حماية هوية الأطفال وسلامتهم النفسية والجسدية، معتبرين أن نشر هذه المواد دون ضوابط قد يضاعف الضرر الواقع عليهم.
وأكد الخبراء أن استغلال الأطفال في النزاعات يؤدي إلى أضرار نفسية واجتماعية عميقة، ويفقدهم فرص التعليم والمستقبل، كما يسهم في نشوء جيل معرض للعنف والانقسامات.
ودعا ناشطون ومنظمات مدنية إلى فتح تحقيقات عاجلة في جميع حالات التجنيد داخل المؤسسات التعليمية، ومحاسبة الجهات المتورطة، مع تنفيذ برامج تأهيل وإدماج للأطفال المتأثرين.
كما طالبوا السلطات بضمان حماية المدارس ومنع أي نشاط سياسي أو عسكري داخلها، وتعزيز الرقابة المجتمعية والتوعية بمخاطر استغلال الأطفال في النزاعات.
وشدد مواطنون على ضرورة التزام وسائل الإعلام بالمعايير الأخلاقية في تغطية هذه القضايا الحساسة، وحماية خصوصية وهوية الأطفال، لضمان سلامتهم النفسية والجسدية.
تظاهر المئات من سكان مدينة قابس الساحلية جنوب شرق تونس، الخميس، أمام المحكمة الابتدائية بالمحافظة للمطالبة بوقف نشاط المجمع الكيميائي بالمدينة الذي يتهمونه بالتسبب في كوارث بيئية وصحية منذ عقود.
جاءت التظاهرة تزامناً مع انعقاد جلسة قضائية نظرت في دعوى قضائية تهدف إلى وقف وتفكيك وحدات المجمع الكيميائي، الذي يقول السكان إنه تسبب في تلويث الواحات والمياه والشواطئ، كما أدى إلى حالات اختناق جماعية بين التلاميذ.
وهتف المتظاهرون أمام المحكمة بشعارات منها “الشعب يريد تفكيك الوحدات” و”قتلونا”، في مشهد يعكس الغضب العارم الذي يشهده السكان الذين يعانون من تداعيات التلوث.
من جهته، أوضح منير العدوني، عضو الهيئة المشرفة على القضية، أنه “تم تأجيل القضية للخميس المقبل”، مشيراً إلى أنهم قدموا “مؤيدات تقرّ بالجريمة المرتكبة في حق الجهة”.
يذكر أن مجمع قابس الكيميائي، الذي أنشئ عام 1972، يحول الفوسفات إلى أسمدة، ويقوم بإلقاء مخلفاته الصلبة المحتوية على معادن ثقيلة في البحر، مما أدى إلى اختفاء أكثر من 90% من التنوع البيولوجي البحري في خليج قابس، وفقاً للدراسات.
كما سجلت في قابس معدلات مرتفعة لأمراض الجهاز التنفسي والسرطان مقارنة بباقي المناطق التونسية.
ويأتي هذا التحرك الشعبي والقضائي في وقت وجّه فيه الرئيس التونسي قيس سعيّد، السبت الماضي، بتشكيل فريق عمل لإيجاد حلول عاجلة لأزمة قابس، فيما تواجه السلطات تحدياً صعباً في التوفيق بين المطالب البيئية والصحية للمواطنين وأهمية قطاع الفوسفات للاقتصاد الوطني، حيث تهدف إلى زيادة إنتاج الأسمدة خمسة أضعاف بحلول عام 2030.