ساهم قادة التبو في الجنوب الليبي في تسهيل انضمام بعض الحركات المسلحة إلى مسار المصالحة الوطنية في النيجر.
ووصلت دفعات عدة من المسلحين إلى مدينة أغاديز النيجيرية الأسبوع الماضي بعد قرارهم بتسليم أسلحتهم والانضمام إلى جهود السلام في البلاد.
وأكدت السلطات الرسمية أن هذه الخطوة ستشهد تخلي عشرات المقاتلين عن العمل المسلح، في وقت وصل فيه أول مجموعة من هؤلاء المقاتلين قادمة من دولة مجاورة، في إشارة إلى ليبيا.
وأوضح عضو حزب التجديد الديمقراطي والجمهوري في النيجر، عمر مختار الأنصاري، أن بعض هؤلاء المقاتلين أشاروا إلى أنهم جاءوا من الجنوب الليبي، لكن الحقيقة أنهم منتشرين في شمال النيجر، حيث ذهبوا إلى ليبيا استجابة لوساطة قادة التبو العرفية.
ولعب هؤلاء القادة دوراً محايداً في الوساطة بين المجلس العسكري الحاكم والمتمردين، مما أسهم في هذه العودة التي من شأنها أن تعزز الأمن والاستقرار في النيجر.
وتبنت الحكومة النيجيرية سياسة “العصا والجزرة” في تعاملها مع الحركات المتمردة، حيث تستخدم التهديد بالقوة العسكرية وسحب الجنسية جنباً إلى جنب مع الوساطات التقليدية لإقناع المتمردين بتسليم أسلحتهم.
وشدد الأنصاري على أن بعض الحركات المتمردة تواصل المطالبة بإطلاق سراح الرئيس المعزول محمد بازوم واستعادة الوضع الدستوري في البلاد.
وأعلن أن الجبهة الوطنية لتحرير النيجر، إحدى الحركات المتمردة التي تدعم الرئيس المعزول، قد سلمت أسلحتها في احتفال رسمي، ويعتبر بعض أعضائها من بين أبرز المقاتلين المستسلمين.
وفي 1 نوفمبر، وصل العديد من أعضاء الجبهة، بمن فيهم الناطق باسمها إدريسا ماداكي، إلى البلدات القريبة من الحدود الليبية، وفقاً لما ذكره الجيش النيجري.
وأبدى ماداكي اعتذاره عن الأفعال التي قد تكون ارتكبتها جماعته، طالباً العفو من الرئيس الانتقالي عبد الرحمن تياني والحكومة والشعب النيجري.
وكشف تقرير محلي أن الرئيس المعزول بازوم يُعتبر الآن أحد الأقطاب التي تسعى بعض الجماعات المسلحة لاستخدامه في تحركاتها ضد استقرار النيجر.
وأعلنت عدة جماعات مسلحة في الأسابيع الماضية عن تحالف جديد يهدف إلى إطلاق سراح بازوم، الذي لا يزال قيد الاحتجاز بعد انقلاب 26 يوليو 2023.
وذكرت التقارير أن هذا التحالف المدعوم من فرنسا قد يكون بقيادة ريسا أغ بولا، المستشار الأمني السابق لبازوم، المقيم حالياً في فرنسا.
مظاهرات في بوركينا فاسو للمطالبة بنقل السفارة الفرنسية