حلّت يوم الجمعة الماضي الذكرى الـ84 لتأسيس الجيش العربي الليبي، لمواجهة الاستعمار الإيطالي والذي نشأ عقب توجيه الأمير إدريس السنوسي دعوة عاجلة إلى الزعماء الليبيين واجتماعهم بالقاهرة في 9 أغسطس 1940.
البداية كانت في 20 أكتوبر 1939، حين وجه الأمير إدريس السنوسي الدعوة إلى اجتماع في منزله بالإسكندرية لمواجهة تداعيات الحرب العالمية الثانية، وهو الاجتماع الذي حضره 40 من القادة والزعماء الليبيين المقيمين بمصر واستمر ثلاثة أيام.
واتخذ الجميع قرارهم بتفويض إدريس للتفاوض مع الحكومة الإنجليزية بشأن تكوين جيش مهمته المشاركة في تحرير ليبيا.
وفي السابع من أغسطس 1940 م وجه الأمير إدريس دعوة إلى اجتماع آخر فـي القاهرة، واستمر لمدة ثلاثة أيام، وفي يوم التاسع من أغسطس أعلن عن تشكيل الجيش السنوسي الذي سمي فيما بعد بالجيش الليبي.
وبدأ تكوين الجيش في معسكر لتدريب المتطوعين الليبيين المهاجرين لمصر في منطقة إمبابة المصرية، واتخذ الجيش راية قتالية له مستقلة على شكل مستطيل أسود يتوسطه هلال ونجمة.
وبعد أن وضعت الحرب العالمية أوزارها كان لرجال الجيش الليبي دور مهم جداً فقد تكونت الكوادر المدربة التي أمكنها أن تقوم بمهام إدارية في بلد كان يعاني فقراً مدقعا ونقصاً في الخبرات، وكان ينفض من على كاهله تراكمات أعوام طويلة من الاستعمار الإيطالي الغاشم.
وتحولت وحدات من الجيش إلى قوات شرطة عهد إليها حماية الأمن، وعرفت باسم ” قوة دفاع برقة ” ومن كتائب الجيش الليبي الصغيرة التي شاركت في تحرير ليبيا كانت نواة الجيش الليبي الحديث.
وبعد نيل ليبيا لاستقلالها في 24 ديسمبر 1951 بدأت الحكومة الليبية في تفعيل الجيش وإرسال البعثات العسكرية للخارج كما أنشأت الحكومة مدرسة عسكرية في مدينة الزاوية عام 1953 لتخريج دفعات سريعة من الضباط إلى حين عـودة المبعوثين مـن الخارج.
في بداية 1955 تكون جيش ليبي ولكن صغير الحجم ولا يزيد عدد أفراده عن ألفي جندي وضابط، ثم افتتحت الكلية العسكرية الملكية ببنغازي سنة 1957.
ورغم قلة الموارد أنشأت عدة مدارس للتعليم والإمداد الإسنادى (مخابرة، نقليات، مشاة، مدفعية، هندسة ميدان، هندسة آلية ودروع) ثم تشكل السلاح البحري في نوفمبر 1962، وفي أغسطس 1963 تشكل السلاح الجوي، وفي سنة 1968 أنشئت وحدة للدفاع الجوي.
واستمر كفاح الجيش الوطني الليبي، لعقود طويلة في حروب خاضها من أجل الحق والحفاظ على تراب ليبيا، حتى جاءت عملية الكرامة، ففي 5 يوليو 2017، أعلن القائد العام للجيش الوطني الليبي، تحرير بنغازي من سيطرة الجماعات المتطرفة وطرد الإرهابيين منها، بعدما كانت مرتعاً لهم لسنوات، منذ أحداث 17 فبراير 2011.
واستمرت بطولات الجيش الليبي، حتى تم تطهير الشرق الليبي بأكمله، والجنوب أيضاً ومنطقة الهلال النفطي، وكاد يصل إلى طرابلس قبل تدخل القوى الغربية التي تتصارع فيما بينها عبر دعم فصائل عديدة في الغرب الليبي.
وفي الوقت الحالي، تمكن الجيش العربي الليبي، عبر علاقات متينة نسجها مع دول عديدة بينها روسيا التي مجد يد العون، من بسط حالة كبيرة من الأمان ساهمت بتأمين الأجواء المناسبة لإعادة بناء الدولة الليبية التي دمرها الاستعمار الأميركي والأوروبي.
ليبيا.. حكومة حماد تنسق مع القيادة العامة لتحسين إمكانات المراقبة الأمنية