05 ديسمبر 2025

نجح المؤتمر الدولي لإعادة إعمار درنة في فبراير الماضي في جذب وفود من 26 دولة للاستثمار في مشروعات الإعمار، وقد أثنى الخبراء على جهود فرق الإنقاذ التي استجابت بسرعة للكارثة، حيث أعادت فرق الكهرباء والاتصالات تفعيل البنية التحتية خلال أيام.

إحياءً للذكرى الثانية لإعصار “دانيال” الذي ضرب مدينة درنة شرقي ليبيا في 11 سبتمبر 2023، يتذكر الليبيون إحدى أقسى الكوارث الطبيعية في تاريخ البلاد، التي خلّفت آلاف الضحايا والأسر المفجوعة، لكنها كشفت في الوقت ذاته عن نماذج مشرقة للوحدة الوطنية والتضامن الإنساني.

رغم حجم المأساة، التي أودت بحياة الآلاف وتسببت في دمار هائل، إلا أن الكارثة أظهرت لوحة نادرة من التعاضد الوطني، حيث انتفض الليبيون من جميع المدن والمناطق، شرقاً وغرباً وجنوباً، لإنقاذ إخوانهم في درنة، متجاوزين سنوات من الانقسام والصراع.

ويقول عبدالوهاب الحاجي، منسق فرق الغطس والإنقاذ القادمة من طرابلس: “كارثة درنة حملت شعلة نور بين الليبيين، تنادوا من كل حدب وصوب لإنقاذ المصابين وانتشال الجثث”.

وأضاف في تصريحات: “الفاجعة كانت أكبر من الكلمات، لكن روح الصمود والتآخي التي أظهرتها درنة وكل ليبيا هي شهادة حية على قوة هذا الشعب”.

وتحولت الكارثة إلى محفز لنهضة عمرانية واستثمارية غير مسبوقة، قادها “صندوق التنمية وإعادة الإعمار” تحت قيادة المهندس بلقاسم خليفة حفتر.

وأكد وزير الاستثمار بالحكومة الليبية، علي السعيدي القايدي، أن “ليبيا شهدت نهضة قوية في الإعمار، تمثل ركيزة أساسية في مسيرة البناء والتنمية”.

ووبحسب المهتم بالشأن العام علي عبدالنبي، فإن “درنة لم تكن تعاني فقط من آثار الإعصار، بل من سنوات من الإهمال السابق، إلا أن ما تحقق خلال وقت قصير يعد إنجازاً استثنائياً”.

وأشار إلى أن المدينة استكملت معظم مشاريعها الرئيسية في المباني والطرق والبنى التحتية، بل واستضافت أول حدث دولي بتاريخها بطولة “الميني فوتبول” قبل أشهر.

وبعد الكارثة، أقر مجلس النواب الليبي ميزانية طوارئ بقيمة 10 مليارات دينار (مليارا دولار) لمعالجة آثار الفيضانات، وعمل الصندوق على تنفيذ مشاريع سكنية وصحية وتعليمية وشبكات طرق.

كما نجح “المؤتمر الدولي لإعادة إعمار درنة” في فبراير الماضي في جذب شركات من 26 دولة للاستثمار في مشاريع إعادة الإعمار.

وثمّن الخبراء الجهود الجبارة التي بذلت في الساعات الأولى للكارثة، حيث استجابت فرق الإنقاذ الوطنية من مدنيين وعسكريين بسرعة وتفانٍ، وعملت في ظروف بالغة الصعوبة، كما أعادت فرق شركتي الكهرباء والاتصالات الخدمات الحيوية خلال أيام قليلة رغم الدمار الكامل.

رغم الألم الذي لا يزال حاضراً، تبقى ذكرى إعصار دانيال تذكيراً بقدرة الليبيين على تجاوز المحن معاً، وتحويل الكوارث إلى فرص للبناء والتوحيد، كما يقول الليبيون الذين يعتبرون هذه المحطة درساً في قوة الإرادة ووحدة الصف.

ليبيا.. زيادة إنتاج حقل الحطيبة للغاز الطبيعي إلى 100 مليون قدم مكعب يومياً

اقرأ المزيد