أضاءت وقائع مهرجان مراكش الدولي للفيلم على العمل الوثائقي المؤثر “سودان يا غالي” للمخرجة التونسية هند المؤدب الذي يروي قصصا حية من قلب الثورة السودانية.
وتفتتح المخرجة التونسية-الفرنسية هند المؤدب فيلمها الوثائقي “سودان يا غالي”، بمشهد مؤثر لجدارية تحمل الكلمات “دم الشهداء دمي”، مقدمة بذلك للمشاهدين نافذة على عالم تحولت فيه الجدران إلى لوحات فنية تروي قصص النضال والتضحية.
وخلال الـ 76 دقيقة من العرض، يبرز الشعر والغناء كشخصيات رئيسية توازي أبطال الفيلم الذين تتبعهم عدسة المؤدب بعناية.
وتستخدم المخرجة مختلف أشكال التعبير الفني كالغناء والراب والموسيقى والقصائد لتعزيز رسالة السلام والمقاومة اللاعنفية، في سعي الثوار لإنهاء الديكتاتورية.
ويعرض الفيلم واقع السودان القاسي من خلال تتبع حياة شبان في مقتبل العمر، بما في ذلك شجن سليمان التي تعبر عن خيبتها بسبب تحول الحركة المدنية إلى مواجهات دامية أعادت النظام العسكري إلى السلطة، مكررة بذلك دورة القمع.
وبعد الإطاحة بنظام عمر البشير، كانت شوارع الخرطوم تغص بالشعارات الثورية والحماس، لكن سرعان ما تحطمت تلك الأحلام أمام واقع القمع، وتظهر المؤدب في خلفية الأحداث، مشاركة في الحراك ومعبرة عن تضامنها: “لما عرفتكم، أنا كمان بديت أحلم معاكم”.
وتمكنت المؤدب بموارد محدودة وكاميرا صغيرة، من التقاط لحظات تجسد الأمل والألم في زمن الثورة، حيث بدأت فكرة الفيلم من خلال صداقاتها مع لاجئين سودانيين في باريس.
ورغم التحديات الأمنية الكبيرة التي واجهتها خلال التصوير في مناطق النزاع، أصرت المؤدب على إكمال مشروعها.
وتمتلك المؤدب، سجل في تقديم أفلام وثائقية تناقش قضايا اجتماعية معقدة مثل “باريس ستالينغراد” و”تونسيا كلاش”، وتضيف إلى محفظتها الفنية بعمل يسبر أغوار الثورة السودانية بأسلوب إنساني عميق.
عودة جزئية للنازحين السودانيين من مصر بعد تقدم الجيش السوداني في الخرطوم