05 ديسمبر 2025

قدمت المخرجة جيهان ألكيخيا، ابنة المعارض الليبي المعروف منصور رشيد ألكيخيا، عملها الوثائقي الجديد “بابا والقذافي” ضمن فعاليات مهرجان الدوحة السينمائي لعام 2025.

وخلال لقائها بالصحافة، أوضحت ألكيخيا أن الفيلم لم يكن مجرد رحلة بحث عن الحقيقة، بل مواجهة مع “الخوف المتجذر” الذي تركه نظام العقيد الراحل معمر القذافي في نفوس الليبيين.

وقالت إن مرحلة التحضير للعمل كشفت لها أن “شبح القذافي مازال حيا في الذاكرة الجماعية”، وأن كثيرين ممن قابلتهم ترددوا في الحديث، أو آثروا الصمت بمجرد معرفتهم بطبيعة الفيلم.

وأشارت إلى أن بعض الشخصيات التي تواصلت معها ظهرت متحفظة أو مائلة إلى الحياد، بينما اختفى آخرون بمجرد اطلاعهم على المشروع، فيما اعتبرته “دليلا على استمرار الخشية من الاقتراب من ملف القذافي حتى بعد مرور عقود على سقوطه”.

ورغم أن الفيلم يقدّم رؤية شخصية، أكدت ألكيخيا أن العمل يحمل بعدا سياسيا لا يمكن فصله عن موضوعه؛ فاختفاء والدها في القاهرة خلال تسعينيات القرن الماضي، واعتبرت أن وجود اسم القذافي في عنوان الفيلم يأتي باعتباره رمزا للمنظومة التي “احتكرت ليبيا واختطفت هويتها” على حد تعبيرها.

وأضافت أن حضور القذافي داخل الفيلم يأتي بقدر ما يخدم السرد، مشددة على أنها لا تريد أن تسهم في تكريس صورة ليبيا المختزلة في عهد القذافي فقط، بل تسعى إلى إعادة تعريف العلاقة بين الليبيين وذاكرتهم الوطنية بعيدا عن هيمنة الماضي.

وكشفت المخرجة أن هدفها الأول كان استعادة العلاقة المفقودة مع والدها، إذ تقدم الفيلم من منظور “الطفلة التي لم تتح لها فرصة معرفة أبيها”، لذلك تجنبت الخوض في التفاصيل الدقيقة للتحقيقات المطولة، تاركة هذا الجانب لخبراء ومحامين وصحفيين تابعوا القضية على مدى سنوات.

وأشارت إلى أن والدتها لعبت دورا محوريا في جهود البحث التي امتدت 19 عاما، وأن الفيلم يستعيد أيضا هذه الرحلة الطويلة التي خاضتها العائلة لكشف مصير المعارض السلمي الذي دفع حياته ثمنا لموقفه السياسي.

وترى ألكيخيا أن فيلم “بابا والقذافي” ليس السردية الكاملة للقضية، بل قطعة من “أحجية كبيرة” تتوزع بين شهادات ووثائق وأعمال أخرى.

وتقول إن دورها كان نقل الجزء الذي عاشت تأثيره شخصيا، وهو الجانب العاطفي والإنساني المتعلق بصورة الأب الغائب، والبلد البعيد الذي كان سببا في ألم العائلة.

 

 

الذكرى الرابعة عشرة لرحيل القذافي: مطالب بالقصاص وكشف الغموض حول الظروف والدفن

اقرأ المزيد