06 ديسمبر 2025

المخرج مهند بلال يقدّم في فيلمه القصير “آخر حِنّة” قراءة سينمائية تعكس أبعاد الحرب السودانية، واضعاً معاناة النساء في قلب السرد، ومستنداً إلى قصة مستوحاة من واقع الصراع الذي اندلع منتصف أبريل.

وحصد الفيلم جائزة “الأفلام المؤثرة” في مهرجان Films That Move لعام 2025 ، حيث يروي تجربة فقدان امرأة لزوجها في الساعات الأولى للحرب، مقدّماً سرداً إنسانياً يبرز قسوة الحرب وقوة النساء في مواجهتها.

وأوضح بلال، في مقابلة مع راديو دبنقا، أنه تلقى خبر الفوز بالجائزة الشرفية بفرح كبير، معتبراً هذا التقدير دليلاً على وصول الفيلم إلى الجمهور وقدرته على تحريك مشاعرهم، مشيراً إلى أنه تولى بنفسه مهمة توزيع العمل بعد تعذر التواصل مع شركة التوزيع، ومؤكداً أن الفيلم سيواصل مشاركته في مهرجانات جديدة خلال الفترة المقبلة.

أُنتج فيلم “آخر حِنّة” عام 2024 عقب خروج بلال من الخرطوم، وهو عمل مدته عشر دقائق يروي حكاية امرأة سودانية تعيش في دولة عربية وتتهيأ لعملية طفل أنابيب قبل أن تتلقى خبر استشهاد زوجها الطيار في اليوم الأول للحرب.

وأوضح بلال أن القصة مستوحاة من واقعة حقيقية أدخل عليها تعديلات سينمائية بسيطة، مؤكداً أنها تعكس معاناة كثير من النساء اللواتي فقدن أزواجهن أو اضطررن للنزوح القسري بحثاً عن الأمان.

وأشار المخرج إلى أن حرب منتصف أبريل ألقت بثقلها الأكبر على النساء، سواء بفقدان المعيل أو التعرض لانتهاكات أو خوض رحلة نزوح مرهقة نحو مصائر مجهولة. ولفت إلى أن الرسالة الأساسية للفيلم هي إبراز صمود المرأة السودانية رغم الألم والفقد والصدمة، موضحاً أن تركيز العمل على موضوع الحرب ومعاناة النساء كان أحد أبرز عناصر جذب لجان التحكيم، في ظل اهتمام عالمي متزايد بقضايا النساء في مناطق النزاعات، وبرغم محدودية الإمكانات، تمكن الفيلم من مواصلة طريقه نحو المهرجانات بفضل صدقه وقربه من الواقع.

وخلال تصوير الفيلم في العاصمة المصرية القاهرة، كشف بلال عن صعوبات كبيرة واجهت فريق العمل بسبب الظروف النفسية واللوجستية المصاحبة لخروج السودانيين من مناطق القتال.

وأوضح أن معظم الفريق كان يعاني حالة عدم استقرار نفسي نتيجة الصدمة والتروما، ما جعل عملية التصوير أكثر تعقيداً، ومع ذلك، شكّل الإصرار على إيصال القصة دافعاً رئيسياً لإكمال العمل، ليخرج الفيلم في صورته النهائية رغم التحديات.

ويعمل بلال حالياً على فيلم جديد بعنوان “سوف ننجو”، واصفاً إياه بأنه رحلة ذاتية تعكس مشاهداته خلال الحرب، متوقعاً مشاركته في عدة مهرجانات عالمية لطابعه الإنساني.

وأشاد بالحراك المتنامي في السينما السودانية، مشيراً إلى وصول عدد من المخرجين الشباب إلى العالمية خلال فترة وجيزة، بينهم أمجد أبو العلى، محمد كردفاني، سنوبي، طلال عفيفي، راوية، سارة، وسوزان مرغني، مؤكداً أن إسهاماتهم أسهمت في إلهام جيل جديد من صناع الأفلام.

وفي ختام حديثه مع راديو دبنقا، شدد بلال على ضرورة تأسيس نقابة سينمائية قوية وتوفير دعم مالي وفني لصناعة الأفلام، باعتبارها وسيلة أساسية لنقل حكايات السودانيين إلى العالم، خاصة أن المنصات التلفزيونية لم تنجح بعد في تقديم التجربة السودانية بالشكل المطلوب.

إثيوبيا تستعد لملء خامس لسد النهضة وتخوّف مصري من الجفاف

اقرأ المزيد