05 ديسمبر 2025

أخلت فرق الدفاع المدني السودانية أكثر من 500 أسرة في ود رملي بسبب فيضانات النيل، بينما حذرت وزارة الري من استمرار ارتفاع منسوب المياه بعد امتلاء سد النهضة، ما يهدد المنازل والزراعة في السودان.

أجلى الدفاع المدني السوداني أكثر من 500 أسرة من بلدة ود رملي شمال العاصمة الخرطوم، بعد اجتياح مياه الفيضانات للبلدة صباح أمس الثلاثاء.

وأفادت مصادر إعلامية بأن المياه غمرت عدداً من المنازل، مشيراً إلى أن الخطر يتصاعد مع استمرار ارتفاع مناسيب النيل.

وأشار المراسل إلى أن بعض الشباب المحليين بادروا بوضع حواجز ترابية للحد من تسرب المياه، إلا أن هذه الجهود تظل محدودة بسبب قلة الإمكانات المتاحة.

من جهته، قال كمال عوض الكريم، المدير التنفيذي لمحلية الخرطوم بالإنابة، إنّه قام بتفقد عدة مناطق ذات هشاشة على ضفتي النيلين الأبيض والأزرق، شملت الرميلة والعزوزاب ودعجيب وتوتي، مؤكداً أن الوضع مستقر حتى الآن ما لم تحدث تطورات جديدة.

وأضاف أن محلية الخرطوم تعمل بالتنسيق مع وزارة البنى التحتية لمعالجة أي طارئ عبر نظام الإنذار المبكر في غرفة طوارئ الخريف بالمحلية، داعياً المواطنين للإبلاغ الفوري عن أي ارتفاع في مناسيب النيل لضمان تقليل الأضرار.

تزامناً مع هذه التطورات، أعلنت وزارة الزراعة السودانية يوم الاثنين تسجيل ارتفاع كبير في منسوب النيل الأزرق بعد اكتمال امتلاء بحيرة سد النهضة الإثيوبي، محذرة من استمرار ارتفاع المياه لأربعة أيام متتالية، حيث قامت السدود المحلية بتصريف الفائض.

ومن المتوقع أن ينخفض منسوب المياه خلال أسبوع، بينما أفادت تقارير محلية بأن بعض المزارعين اضطروا لبيع محاصيلهم بسرعة بسبب الفيضانات في المناطق المنخفضة، ما قد يؤثر على الإنتاج الزراعي.

وعن أسباب الفيضانات، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة عباس شراقي قوله إن الوضع الحالي ناتج عن خطأ بشري، موضحاً أن سد النهضة الإثيوبي الكبير لم يُفرغ تدريجياً خلال موسم الأمطار بين يونيو وأغسطس الماضيين، مما أرهق السد. وأكد شراقي أن أربعة توربينات كانت مفترض تشغيلها لتخفيف منسوب السد تعطلت، ما حال دون تصريف المياه الزائدة، وأدى إلى تدفقها نحو السودان.

وأضاف أن تصريحات إثيوبيا حول عمل التوربينات لم تتوافق مع الواقع.

وكانت إثيوبيا قد افتتحت سد النهضة في سبتمبر الماضي، أكبر سد في إفريقيا بتكلفة نحو 5 مليارات دولار، لإنتاج أكثر من 5 آلاف ميغاواط من الكهرباء، وسط خلافات مع مصر والسودان حول حقوقهما في مياه النيل.

وأوضح وزير المياه الإثيوبي، هابتامو إيتيفا جيليتا، أن الفيضانات في السودان انخفضت نتيجة تخزين السد للمياه خلال موسم الأمطار، رغم ارتفاع كبير في إيراد النيل الأبيض.

وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الري السودانية كانت قد أصدرت يوم الأحد الماضي إنذاراً أحمر، محذرة من احتمال حدوث فيضانات في خمس محافظات على طول النيل، داعية السكان في ولايات الخرطوم، ونهر النيل، والنيل الأبيض، وسنار، والنيل الأزرق إلى توخي الحذر، إذ قد تتأثر المنازل والأراضي الزراعية.

تفاعل واسع مع مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل النووي بمحطة الضبعة

اقرأ المزيد