05 ديسمبر 2025

السلطات المصرية وجهت، الجمعة، تفعيل إجراءات احترازية لمواجهة ارتفاع منسوب نهر النيل وغمر المياه أراضٍ مجاورة له، في ظل استمرار الأزمة المائية بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي.

جاء ذلك عقب تحذيرات رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي من تداعيات موسم الفيضان والأمطار، حيث أكد في اجتماع الخميس أنّ الحكومة تتوقع زيادة كميات مياه النيل حتى نهاية أكتوبر الجاري، مشيراً إلى أن بعض المناطق ستشهد غمراً للمياه، لا سيما في محافظات المنوفية والبحيرة شمال البلاد، وفق وسائل إعلام محلية.

وفي بيان رسمي، وجهت محافظة البحيرة إداراتها المعنية برفع درجة الاستعداد والجاهزية، واتخاذ التدابير الوقائية العاجلة، وحصر كافة مناطق طرح النهر بالمناطق الواقعة على ضفاف النيل، للحد من ارتفاع منسوب المياه وتأمين السكان.

كما حذرت السلطات المحلية في مدينتي أشمون ومنوف بمحافظة المنوفية المواطنين والمزارعين المقيمين على أراضي طرح النهر، وقاطني المنازل المقامة على جوانب مجرى فرع النيل، إلى ضرورة إخلاء تلك المواقع فوراً، مع التوقف عن أي أنشطة زراعية مؤقتاً، واتخاذ كافة التدابير الوقائية للحفاظ على الأرواح والممتلكات، في ظل التوقعات بزيادة منسوب المياه خلال الأيام المقبلة.

وقد شهدت قرية دلهمو التابعة لمركز أشمون صباح الجمعة غمر مياه النيل لعدد من المنازل وأراضي طرح النهر بالقرية، وفق ما ذكره الإعلام المحلي.

وتأتي هذه التحركات المصرية بعد فيضانات شهدها السودان مؤخراً، بالتزامن مع موسم الفيضان السنوي، عقب تدفقات مائية كبيرة نتيجة فتح إثيوبيا بوابات سد النهضة دون تنسيق مسبق مع مصر والسودان، وفق تقارير صحفية.

وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الأربعاء، إن “عدم التنسيق بشأن تشغيل سد النهضة أدى إلى فيضانات عارمة في السودان”، مؤكداً أن “التحركات الأحادية الإثيوبية تشكل خرقاً للقانون الدولي”.

وأضاف أن مصر تحتفظ كامل الحق الذي يكفله القانون الدولي في الدفاع عن مصالحها وحقوقها المائية بكل الوسائل إذا تعرضت هذه المصالح لأي تهديد أو ضرر.

ويستمر الخلاف بين مصر والسودان وإثيوبيا حول ملء وتشغيل سد النهضة، الذي بدأ إنشاؤه في 2011، حيث تطالب القاهرة والخرطوم بإبرام اتفاق ثلاثي قانوني ملزم بشأن الملء والتشغيل قبل أي إجراءات أحادية، بينما تعتبر إثيوبيا أن توقيع اتفاق لا يعد ضرورياً وتؤكد أنها لا تعتزم الإضرار بمصالح أي دولة أخرى، ما أدى إلى تجميد المفاوضات لعدة سنوات قبل استئنافها بين 2023 و2024.

تنظيم بطولة شمال إفريقيا لأندية السيدات في تونس بعد اعتذار المغرب

اقرأ المزيد