22 ديسمبر 2024

فر آلاف اللاجئين السودانيين من النزاع المستمر في بلادهم بحثاً عن الأمان في ليبيا، حيث استقر معظمهم في مدينة الكفرة التي عانت من أسوأ الأمطار منذ 72 عاماً، مما زاد من معاناتهم.

ويأتي هذا التدفق في وقت تعاني فيه المدينة من ظروف كارثية، بينما تتزايد أعداد القادمين أيضاً من المخيمات السودانية في تشاد، التي تشهد بدورها أزمة خانقة.

وتحذر منظمات دولية غير حكومية من أن بين 2500 و3000 سوداني قد يصلون إلى ليبيا يومياً في الأشهر المقبلة، في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية في بلادهم.

وكشفت “لجنة الإنقاذ الدولية” أن تدفق اللاجئين إلى ليبيا زاد من الضغوط على الموارد المحلية الهشة والنظام الصحي المتدهور، حيث تفتقر المرافق الصحية الأولية إلى القدرة على التعامل مع الأعداد المتزايدة من اللاجئين.

ومنذ بداية النزاع في السودان في أبريل 2023، وصل أكثر من 96 ألف سوداني إلى ليبيا، ويواجه هؤلاء اللاجئون ظروفاً صعبة بعد عبورهم الصحراء الكبرى، حيث يتعرضون لضعف شديد ومشاكل صحية، وتوقعت الأمم المتحدة ارتفاع عدد السودانيين في ليبيا إلى 149 ألفاً بحلول نهاية عام 2024.

وأكدت “لجنة مراجعة المجاعة” الأسبوع الماضي، وجود ظروف مجاعة في شمال دارفور، بينما يعاني مئات الآلاف من انعدام الأمن الغذائي في أنحاء أخرى من السودان، كما أن الوضع في مخيمات السودانيين في تشاد دفع المزيد من الأشخاص للتوجه إلى ليبيا.

وصرح مدير مكتب “اللجنة الدولية للإنقاذ” في ليبيا، جاريد رويل، أن اللاجئين السودانيين يصلون إلى جنوب ليبيا مصابين بصدمات نفسية وسوء تغذية، وغالباً ما يحتاجون إلى رعاية طبية.

وأضاف رويل أن اللجنة دعمت أكثر من 17 ألف فرد سوداني خلال الأشهر الستة الماضية، معظمهم من النساء والفتيات، من خلال تقديم الرعاية الطارئة والمواد الأساسية.

ودعت اللجنة الدولية للإنقاذ المجتمع الدولي لتقديم مساعدات فورية ومتزايدة لتلبية الاحتياجات العاجلة لللاجئين السودانيين، محذرة من أن عدم توفير دعم سريع وشامل قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني.

ومن جهتها، أحصت الهيئة الطبية الدولية مغادرة حوالي 600 لاجئ سوداني يومياً من مدينة الكفرة إلى المدن الشمالية مثل أجدابيا وبنغازي ومصراتة وطرابلس، بعد فرارهم من الحرب في بلادهم، وذكرت أن معظم النازحين يعيشون في مواقع غير رسمية، مع تباين كبير في الاكتظاظ بين هذه المواقع.

وأكد الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، أن عدد اللاجئين السودانيين في ليبيا زاد بشكل كبير منذ بدء الصراع، مشيراً إلى تخصيص 5.3 مليون دولار لدعم 195 ألف لاجئ والمجتمعات المضيفة.

وفي تطور آخر، أعلنت بلدية الكفرة حالة الطوارئ القصوى بسبب الأمطار الغزيرة، بينما استنفرت حكومتا الوحدة الوطنية منتهية الولاية والحكومة المكلفة من مجلس النواب فرق الاستجابة والطوارئ لمواجهة تداعيات الكارثة، ووفقاً للمركز الوطني للأرصاد الجوية، فإن كميات الأمطار التي هطلت على الكفرة لم تُسجل منذ العام 1952.

استعادة مستويات الإنتاج الطبيعية للنفط في ليبيا

اقرأ المزيد